كشفت وزارة الثقافة في العراق، عن وصول نسخة "طبق الأصل" من "الثور المجنح" إلى وادى الرافدين، والموجود فى المتحف البريطانى بطائرات من العاصمة الإسبانية مدريد إلى مطار بغداد الدولى.
وكان في استقبال الشحنة الأولى من النصب التاريخي المدير العام لدائرة العلاقات الثقافية في الوزارة فلاح العاني برفقة السفير الإسباني في بغداد خوان خوسيه اسكوبار.
وأهدت النصب مؤسسة "فاكتوم" الإسبانية التي يديرها رينولد ديتاله، والمشرف على إنجاز العمل المصمم آدم لوي، وذلك جزءا من اتفاقية التعاون الثقافى بين الحكومة العراقية ونظيرتها الإسبانية، وسيتم في وقت لاحق نقله إلى جامعة الموصل، بسبب تدمير معظم آثار الحضارة الآشورية من قبل مسلحي "داعش" خلال سيطرتهم على المدينة في الأعوام 2014 - 2017.
يذكر أن الثور المجنح هو أحد الرموز الأثرية المهمة وله مدلولات واسعة في الحضارة الآشورية، ويسمى أيضاً شيدو لاموسو كما ورد في الكتابات الآشورية وأصل كلمة "لاماسو" هو من لامو في اللغة السومرية ، وكان هذا الاسم يستعمل لأنثى من الجن مهمتها حماية المدن والقصور ودور العبادة، أما الجن الذكر الحامي فكان بالسومرية يعرف باسم آلادلامو وبالآشورية القديمة والاكادية سمي شيدو.
وهو تمثال ضخم يبلغ طوله 4.42 م ويزن أكثر من 30 طناً. وهو فرد من زوج يحرس باباً من أبواب سور مدينة (دور شروكين) التي شيدها الملك الاشوري سرجون الثاني (721-705 ق.م) والتي هجرها سنحاريب بن سرجون الثاني، حيث نقل العاصمة إلى مدينة نينوى.
كان الثور يرمز إلى القوة والحكمة والشجاعة والسمو، وقد اشتهرت الحضارة الآشورية بالثيران المجنحة ولاسيما مملكة آشور وقصور ملوكها في مدينة نينوى وآشور في شمال بلاد ما بين النهرين، والذي غدا رمزاً من رموز هذه الحضارة التي كانت تعتمد القوة كمبدأ في سياستها وانتشارها.