صدر مؤخرا الجزء الثاني من كتاب "السلطة فى الإسلام..نقد النظرية السياسية" لـ عبد الجواد ياسين، عن مؤسسة مؤمنون بلا حدود.
وناقش الكتاب الأول، جدل النص مع الواقع التاريخي الذي فرضه الصراع السياسي بكل خلفياته، والذي انتهى إلى طغيان الواقع على النص، وجعله يتوافق مع الواقع كما تريد أن تقرأه كل فرقة «مذهب» طلباً لإسناد شرعي يضفي طابع الإطلاق على مقولاتها.
أما هذا الكتاب فيقدّم تاريخ النظريّة السياسية بالتوازي مع تاريخ الصراع السياسي، وكيف كانت تتكون النظرية السياسية كردود أفعال على تداعيات العلاقة بين أطراف الثالوث السياسي المكوّن من حكومة «سنيّة» وتيارين معارضين: الشيعة والخوارج.
الغرض من هذه القراءة ليس فقط فهم، بل أيضاً تحفيز، وتناول جدل النظريّة مع الواقع الحاضر الذي يعكس حالة بؤس سياسي واجتماعي، ومع الحداثة السياسية التي صارت جزءاً من ثقافة الواقع الحاضر من دون أن تفلح في تغييره.
وهو جدل يحتدم، ويطرح إشكالات التعامل مع الواقع، داخل العقل السياسي الإسلامي المعاصر بين مكوّناته السلفية العاجزة عن إيجاد حلول للإشكالات المعاصرة وعن الاستجابة لثقافة العصر، وبين الدعوات الحداثية التي قد تسهم في تضخيم الإحساس بالمأزق من دون أن تسهم في الخروج منه.