مجمع القسطنطينية الرابع.. هل كان بداية الخلاف بين الكنائس الشرقية والغربية؟

تمر اليوم الذكرى 1150 على انعقاد مجمع القسطنطينية الرابع لتحديد ما يجب عمله حيال بطريرك القسطنطينية فوتيوس، فى 5 أكتوبر من عام 869م، والذى يعتقد أنه كان الشرارة الأولى فى انقسام الكنيسة المسيحية الواحدة إلى الكنيسة الغربية الكاثوليك والكنيسة الشرقية أرثوذكس. وتمت دعوته للانعقاد بناءً على طلب الإمبراطور والبابا أدريان الثانى، لحل قضية الانشقاق الحاصل فى الكرسى القسطنطينى، وأكد المجمع، على القرارات الصادرة عن مجمع نيقية الثانى، بخصوص تكريم الأيقونات والرموز المقدسة، واعتبر أن الأيقونة تستحق التكريم ذاته الذى يستحقه الكتاب المقدس. ولم يُحْكَم على فوتيوس بسبب بدعة أو هرطقة، ولم يكن اجتماعًا مستقيمًا، ولم يسمحوا فيه بحرية الرأى، ولم يحضره بطاركة الكنائس الرسولية الأخرى أو نواب عنهم، والذين وقعوا عليه لم يزد عددهم عن مائة أسقف بينما كان المعارضون له نحو ثلثمائة أسقف ظلوا أمناء لكنيستهم ولبطريركهم، ولذلك لم تعترف به الكنيسة الشرقية مجمعًا مسكونيًا. ويوضح كتاب "أوغسطين - فيلسوف العصور الوسطى - جزء - 15 / سلسلة أعلام الفلاسفة" للدكتور محمد كامل عويضة، فإن أوروبا شهدت فى العصور الوسطى عددا من المجاميع الدينية ذات الأثر العظيم فى التاريح الدينى والكنسى بوجه، ومن المجاميع التى اخذت طابعا عالميا فحضرها الأساقفة من جميع أنحاء العالم المسيحى ليبحثوا أوجه الخلاف فيما بينهم ويزيلوا ما قد يكون هناك من سوء تفاهم عن طريق الحجة والإقناع، كان مجمع القسطنطينية الثانى سنة 553 الذى اجتمع بسبب الخلاف حول تفسير بعض المسائل اللاهوتية ومجمع القسطنطينية الثالث سنة 780 الذى أدان مذهب الطبيعة الواحدة، ومجمع نيقية الثانى 787 الذى أدان اللا أيقونية ثم مجمع القسطنطينية الرابع سنة 869 الذى قرر إدانة البطريرك فوتيوس وعزله، ويوضح الكاتب قائلا: "والملاحظ فى هذه المجامع السابقة انها كانت تجمع بين أعضاء الكنيسة فى الشرق والغرب، حتى الانشقاق بين الكنيستين الشرقية والغربية، وهو الانشقاق الذى بدأت حوادثه فى القرن التاسع. ويوضح كتاب "مقدمة منهجية فى تاريخ الأديان المقارنة" فإن الفرقة ظهرت بين الكنيستين فى طبيعة الروح القدس، ففى حين قرر مجمع روما 869 أن الروح القدس منبثقا من الأدب والابن، ذهب مجمع القسطنطينية الرابع فى نفس العام، إلى أن الروح القدس من الآب فقط، وبذلك انقسمت الكنيسة إلى كنيسة غربية وكنيسة شرقية.



الاكثر مشاهده

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

;