قال الدكتور مصطفى وزيرى، مدير عام آثار الأقصر، إن بحث "من هو المدعو فرعون الذى زامن سيدنا موسى؟"، الذى قمت بإعداده جاء دفاعا عن مصريتنا ومن منطلق النازع الوطنى، وأن اليهود حاولوا أن يلصقوا بنا أشياء لا تتعلق بنا كمصريين، حيث نجح اليهود فى جعل لقب فرعون لملوكنا بهدف الإساءة بأننا نستحى النساء ونذبح الأطفال، وهى صفة لم تكن أبداً للمصريين ولكنها للشعوب الهمجية التى لم يكن لها صلة بالشعوب ذات الحضارة والتاريخ العظيم.
وأوضح الدكتور مصطفى وزير، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن الجدل الذى أثير حول البحث، حيث قال البعض إن الموضوع يثبت أن فرعون كان يهوديا وهذا خطأ تماما، ولن يورد داخل البحث أى شيء يقول أن فرعون كان يهوديا فكيف يكون كذلك ووقتها لم يولد سيدنا موسى من الأساس وهو من أنزلت عليه التوراة.
وأضاف الدكتور مصطفى وزيرى، أن عددا كبيرا من الناس فهم الموضوع بطريقة خاطئة، ومن يطلع على البحث يجده خاليا من هذه معلومات التى انتشرت بطريقة خاطئة، مشيرا إلى أن البحث يثبت أن فرعون اسم علم لرجل من الرعاة الأعراب الهكسوس تجمعوا فى مكان بمحافظة الشرقية المسمى حاليا قنطير الختاعنة وجعلوها مقرا لحكمهم، تسمى افاريس أو اواريس، وتعنى باللغة العربية المدينة، وأن هذا الرجل فرعون لا يمت بصلة لأسماء ولا لألقاب ملوك مصر من المصريين.
وإلى نص البحث
من هو المدعو فرعون الذى زامن عصر سيدنا موسى؟
سيدنا موسى عليه السلام هو ابن عمران بن قاهت بن لاوى "الأخ الحادى عشر لسيدنا يوسف" بن يعقوب بن اسحاق بن إبراهيم، فكان هناك قوم من البدو جبارين هم من الأعراب الهكسوس الذين استطاعوا الوصول لحكم جزء من مصر، وأن أواخر أيامهم حكمهم ملك طاغية اسمه فرعون، فأرسل الله سبحانه وتعالى إليهم من أنفسهم رسولاً كريماً هو سيدنا موسى عليه السلام، الذى طالب بإخراج قبيلته بنى إسرائيل من سيطرة قبائل الهكسوس الهمجية، والذين تم طردهم على يدى أحمس الملك المصرى العظيم، أثناء خروج سيدنا موسى مع قومه، ولجبروت هذا الحكام المدعو فرعون تحول اسمه إلى لقب لكل الملوك المصريين، بإدعاء نجح اليهود فى جعله لقب لملوكنا بهدف الاساءة بأننا نستحى النساء ونذبح الأطفال، وهى صفة لم تكن ابداً للمصريين ولكنها للشعوب الهمجية التى لم يكن لها صلة بالشعوب ذات الحضارة والتاريخ العظيم.
فرعون هو اسم علم لرجل من الرعاة الاعراب تجمعوا فى مكان بمحافظة الشرقية المسمى حاليا قنطير الختاعنة وجعلوها مقرا لحكمهم، تسمى افاريس او أواريس، وتعنى باللغة العربية المدينة، وأن هذا الرجل فرعون لا يمت بصلة لأسماء ولا لألقاب ملوك مصر من المصريين، والدليل على ذلك:-
1 ـــ لم تأتى كلمة فرعون معرفة مثل الملك أو الأمير أو الإمبراطور، مما يدل على أنه اسم علم وليس صفة أو منصب كذلك لم يأتى هذا الاسم جمعاً أبداً، وذلك لان اسماء الاعلام لا تجمع.
2 ــ هذا الاسم لم يذكر منسوباً لمصر أو للمصريين فلم ترد ايه واحدة فى القرآن تقول أنه فرعون مصر، على غرار عزيز مصر أو ملك مصر.
3 ــ الانبياء "ابراهيم ويعقوب ويوسف" رغم مجيئهم إلى مصر ومعاصرتهم لحكام فى عصورهم إلا أانه لم يطلق على أى من هؤلاء الحكام لقب فرعون، فالحاكم الذى عاصر سيدنا إبراهيم اطلق عليه ملك، والحاكم الذى عاصر سيدنا يوسف اطلق عليه ملك فى خمس مواضع، بينما الحاكم الذى عاصر سيدنا موسى اطلق عليه فرعون فى 74 موضعاً فى القرآن، بدون أداة التعرف "ال".
4 ــ جاء اسم فرعون مصحوباً بياء النداء "يافرعون"، وهى تأتى مع اسماء الإعلام فهو اسم علم وليس لقب وإلا كانت قد جاءت "يا أيها الفرعون"، على غرار "يا أيها العزيز".
5 ــ جاء اسم فرعون ملازما لاسمين من الأعلام، مرة قبلهما ومرة بعدهما فلابد لغويا أن تكون كلمة فرعون اسماً لعلم مثل ما قبلها وما بعدها، قال تعالى "ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين الى فرعون وهامان وقارون" سور غافر، وقال تعالى "ثم ارسلنا موسى وآخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين إلى فرعون وملإه" سورة المؤمنون".
6 ــ جاء اسم فرعون كاسم على خالص فى مصدر من مصادر التأريخ القديم، فقد آتى عشرات المرات فى التوراة على النحو الآتي:-
1 ـــ فرعون ملك مصر 11 اصحاح 6 خروج
2 ــ فاشتد قلب فرعون 13 اصحاح 7 خروج
7 ــ أما من يعتقد بأن كلمة فرعون مشتقة من الكلمة المصرية القديمة "بر عا"، بمعنى البيت العالى أو القصر الكبير، فليس لها علاقة بشخص الملك أو اسمه مثل ما يقال حالياً عن (البيت الأبيض فى أمريكا – الكرملين فى روسيا – الكنيست فى اسرائيل).
ومن هنا نفند قوله تعالى فى سورة ص، من حديث فرعون وهو يقول "إنى لأظنك ياموسى مسحوراً"، فرد عليه سيدنا موسى "وإنى لأظنك يا فرعون مثبوراً"، أى ملعوناً وناقص العقل وهالكاً، فهذا يدل على أن "فرعون" اسما للحاكم، وليس لقباً معين، حيث أن سيدنا موسى رد الإساءة وذكر اسم فرعون مباشرة وليس الكنية.
والقرآن الكريم يثبت لنا ذلك فى آيتين من سورة التحريم وهما "وضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما"، فهنا تم تعريف الزوجة باسم العلم وهو اسم زوجها، وبالنسبة لامرأة فرعون أيضاً تم تعريفها باسم زوجها، وفى قوله تعالى "وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأة فرعون اذ قالت رب ابن لى عندك بيتا فى الجنة"، ويتضح لنا أن الله فى كتابه العزيز كما عرف النبيين نوح ولوط باسمهما عرف كذلك فرعون باسمه وليس لقبه.
8 ــ لا يوجد مكان فى أرض مصر منسوباً لفرعون اللهم إلا حمام فرعون ويوجد فى سيناء وللعجب، حيث كان يعيش فرعون مع قومه.
9 ــ جاء ذكر اسم فرعون كاسم علم لشخص آخر غير الذى عاصر سيدنا موسى، ففى إحدى نصوص هيرودوت بالكتاب الثانى الفقرة الثالثة "وحين مات سيزوستريس خلفه ابنه فرعون وهو أمير لم تكن له مغامرات عسكرية .
10 ــ اطلاق كلمة فرعون على كل الملوك فهو أمر شائع فكثير من اسماء الاعلام تحولت مع مرور الوقت الى القاب مثال ذلك:-
1 ــ كسرى حاكم الفرس تحول الى لقب وتمت تسميتهم "الأكاسرة".
2 ــ يوليوس قيصر حاكم الروم تحول الى لقب وتمت تسميتهم "القياصرة".
3 ــ النجاشى حاكم الحبشة تحول إلى لقب وتمت تسميتهم بـ"النجاشيين".
4 ــ جمال عبد الناصر رئيس مصر تحول اسمه الى لقب "الناصريين".
11 ــ هناك 5 القاب للملوك المصريين (سا رع – نب تا وى – نسو بيتى – حر نوب – حر)، ولا يوجد بينهم لقب فرعون.
12 ــ اسم فرعون - اغلب الظن - مشتق إما من اسم البلدة العربية التى أتى منها وهى "فاران"، أو اسم قبيلة "فر عا" الموجودة حالياً فى وادى عسير فى غرب شبه الجزيرة العربية.
13 ــ الاسم الأصلى لموسى فى العبرية "موشييه" ويعنى كما تذكرة التوراة "المنتشل من الماء" كما هو معروف فى قصته.
14 ــ مارييت عالم الآثار الفرنسى قال أن قبائل الهكسوس كانوا خليطاً من العرب وأهل الشام، واكثرهم من الكنعانيين – بريستد عالم الآثار الأمريكى الشهير يقول أن أبناء يعقوب وهم بنو اسرائيل، كانوا عرباً تابعين لإمبراطورية الهكسوس .
15 ــ قال تعالى "وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلاً ان يقول ربى الله" سور غافر.
1 ــ يعتقد أن هذا الرجل هو سمعان ابن اسحاق كما جاء بتفسير الآلوسى .
2 ـــ وفى تفسير الثعلبى يقول أن هذا الرجل هو "حزقيل بن صبورة".
ويدل هذا على ان هذه الاسماء لا تمت بأى صلة للأسماء المصرية القديمة (سن نجم – سن نفر - رخ مى رع - ............)، وذكر ابن كثير أن اغلب التفاسير اجتمعت أن هذا الرجل هو ابن عم فرعون.
16 ــ قال تعالى "قال الذى آمن ياقوم إنى أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب، مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود" سور غافر، ونلاحظ فى قول هذا الرجل بأنه حدثهم عن النكبات التى حدثت مع أقوام من الأعراب بنو جنسهم، ولم يحدثهم عن قوم إدريس مثلا ولقمان الحكيم لأنهم مصريين.
17 ــ قال تعالى "وأخى هارون هو أفصح منى لسانا، فأرسله معي"، وقال تعالى "إن قارون كان من قوم موسي"، وقال تعالى "وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم" سور إبراهيم، وقال تعالى "أكان للناس عجباً أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس" سورة يونس، قال تعالى "اذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم" سور آل عمران، ومما تقدم من هذا الآيات القرآنية نستطيع القول بأن الرسول المرسل يأتى من قومه وبلغتهم ونعلم أن لغة هارون هى اللغة "الآرامية" وهى لغة الأعراب وبنى إسرائيل وليست لغة المصريين القدماء، وهناك دليل آخر على أن هذا الحاكم الطاغى فرعون لم يكن مصرياً ولا حاكماً للمصريين بل كان حاكماً لقومه على قطعة من أرض مصر، نلمس ذلك عندما أرسل إليه هارون وموسى فقال تعالى "فآتيا فرعون فقولا إنا رسولا رب العالمين أن أرسل معنا بنى إسرائيل" سور الشعراء، فرد الطاغى فرعون قائلاً لملآه فى قوله تعالى "قال للملأ حوله إن هذا لساحر عليم يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون" سورة الشعراء، فرد فرعون وملآه كما جاء فى قول الله تعالي" أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك ياموسى" سورة طه.
ونلمس من قول فرعون وملآه بان فرعون لو كان مصرياً كما يدعى البعض لرحب بإخراج الأجانب من أرضه.
وفى النهاية لايسعنى إلا أن أقول إننى فى تناولى لهذا الموضوع إن وفقت وأصبت فأجرى على الله، وإن لم فيكفينى شرف المحاولة.