يدخل كتاب "بين العالم وأنا" لـ تاناهاسى كوتس، الصادر فى عام 2015 ضمن اختيارات صحيفة الجارديان لأفضل 100 كتاب صدر فى القرن الـ 21 حتى الآن، والكتاب بمثابة رحلة داخل العنصرية الأميركية فى مطلع القرن الذى نعيشه.
الكتاب بعد صدوره تصدر قائمة الأعلى مبيعًا فى نيويورك تايمز، وتضمن شرحًا جديدًا وقويًا لفهم التاريخ العنصرى للشعب الأمريكى وآثاره على المجتمع حالياً.
ويؤكد الكتاب أن أمريكا بنيت بالعرق، لكن الذين عرقوا وتعبوا من أجل بنائها هم الرجال والنساء أصحاب البشرة السوداء من خلال العبودية والعنصرية، واليوم، نراهم مهمشين فى جميع مجالات الحياة، وتتضاعف نسبة البطالة بينهم عن نسبتها بين البيض، كما أن دخلهم المالى أقل بنسبة الثلث من متوسط دخل الفرد فى الولايات المتحدة، ونسبة السود الفقراء أكثر بثلاث مرات من البيض.
وفى هذا العمل الذى يتناول أكبر الأسئلة حول تاريخ وعظمة الحلم الأمريكى إلى المخاوف والمشاعر الحميمة بين أب وابنه، يجيب "تا نيهيسى" على بعض الأسئلة الشائكة مثل كيف يكون الحال إذا سكنت روحك بداخل جسد أسود؟ كيف ستتعايش داخل هذا الجسد؟ وكيف يمكننا أن نتذكر بصدق هذا التاريخ المشحون؟ وكيف نحرر أنفسنا من عبئه؟
ويقول "تا نيهيسى" فى الكتاب الصادر أيام تولى أوباما رئاسة أمريكا، "على الرغم من تربع الرئيس باراك أوباما ذى البشرة السمراء ومن أصول أفريقية على عرش البيت الأبيض الأمريكى، وعلى الرغم أن الدستور الأمريكى يمنع التفرقة بين الناس على أساس اللون أو الجنس أو الدين، إلا أن العنصرية لا تزال مغروسة فى قلوب الأمريكان، فحتى الآن، يعيش السود فى شوارع وأحياء أدنى مستوى من بعض دول العالم الثالث، وللبيض مدارس، وللسود مدارس أخرى مختلفة، وحتى رغم أن القانون يسمح للأسود أن يلتحق بمدارس البيض، إلا أن الواقع غير ذلك فالأسود يعيش غريبًا وسط مجتمع البيض، ينظر إليه فى كل لحظة نظرة دونية تماما، كل هذا أدى إلى شعور شديد الكراهية فى قلوب السود، لذلك نجد معدلات الجريمة فى السود عالية جدًا، وأكثر السجناء فى أمريكا سود، وكل هذا من أثر العنصرية والتمييز على أساس اللون والجنس.