تمر اليوم الذكرى الـ105، على ميلاد الفنان الكبير أنور وجدى، فتى الشاشة فى ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضى، وواحد من كبار صناعها منذ بداية الأربعينيات وحتى رحيله في منتصف الخمسينيات، إذ ولد فى 11 أكتوبر عام 1904.
كان الثنائى أنور وجدى وسندريلا الشاشة فى الأربعينيات ليلى مراد، من أنجح الثنائيات السينمائية التي ظهرت في الأربعينيات، حيث تعاونا مع الفنان الكبير أنور وجدى والذى كان فتى الشاشة الأول لفترة كبيرة من الوقت بلا منازع حتى انقطعت علاقتهما بالطلاق في أوائل الخمسينات.
بحسب كتاب " كتاب «ليلى مراد» للكاتب والروائى صالح مرسى، الصادر عام 2010، عن دار الشروق للنشر والتوزيع، ضغط أنور وجدى على مفتاح البنزين وانطلق، كان قد أقنعها بالتمثيل معه، هو الممثل الشاب الطموح، وهى كانت ليلى مراد، المطربة والممثلة النجمة، وهى كانت قد أقنعته بإخراج الفيلم لتوفير النفقات، كان الهدوء حولهما عميقا، قال كل منهما كلمة، وتنأثرت حولهما الكلمات بلا هدف، كانت ليلى تذوب فى تلك السحابة التى ظللتها فجأة، وفى حنان همست: "مش هنرجع بقى؟"، التفت إليها أنور وقال: "يا سلام يا ليلى لو اتجوزتك واعيش معاكى على طول".
صعقت ليلى فما هكذا يكون الغزل، وعندما وقعت فى الحب لأول مرة يفاتحها حبيبها فى الزواج إلا بعد ثلاث سنوات، كانت تعتقد أن للحب أصولا وللغزل قواعد، ولا بد أن أنور وجدى هذا مجنونا.. لابد.
مضت الأيام، وكانت قصة الحب بين أنور وجدى وليلى مراد، قد أصبحت حديث الوسط الفنى، كان أمامها طول الوقت، كان الفن مهما لها، وأيقنت أن "أنور" لن يمنعها من الغناء والتمثيل، لن يطالبها بالاعتزال كما فعل حبيبها القديم "الدبلوماسى" الذى طالبها بالاعتزال، لكنها رفضت من أجل أخواتها والمستوى المادى الذى كانوا يعيشون فيه.
بالمنطق وحده أقبلت ليلى على حبها الجديد، وأعلنت الأمر فى كل حركة وأصبحت تعامل أنور كخطيبها، حتى تم الزواج، الذى أحدث ضجيجا فى مصر هذه الأيام ونسجت الصحف حوله الحكايات، تزوجا الحبيبان، وعرض فيلم "ليلى بنت الفقراء" الذى حقق نجاحا باهرا، فتشجع أنور لينتج فيلمه الثانى بعدما أصبح أكثر ثقة بنفسه، فكان "ليلى بنت الأغنياء".
ظلت الأمور بينهما مستقرة إلى أن مضت شهور، وبدأت الخلافات بينهما، لكنها لم تكن خلافات عاطفية، بعدما قد تبين لكلاهما أن كلا منهما اقتنع تماما بالآخر، وبجدوى حياتهما معا، حتى ظهر المنتج أحمد سالم، الذى جاء ليعرض فيلما جديدا من إنتاجه وبطولته أمام ليلى مراد، ووجدت ليلى فرصة مناسبة لها وفكرة طموحة، لكن هنا ظهرت الغيرة على أنور، الذى حاول كثيرا فى استفزاز المنتج أحمد سالم أثناء عرضه تفاصيل التعاقد وهو فى منزلهما فى "الإيموبيليا"، وأمام إصرار ليلى أعجبت بفكر وطموح وذكاء "سالم" وافقت، وغادر هو المنزل، وغاب عنه أسابيع لا يرضى بالرجوع إلا أن تفسخ التعاقد من أجله، لكن سالم "الذكى" كان أسرع وقام بعمل حملة إعلانية للترويج للفيلم، وتعاقد مع الموسيقار محمد فوزى من أجل تلحين أغانى الفيلم، ورفض كل المحاولات التى تطلبه بفسخ التعاقد.
عاد أنور إلى المنزل، لكن لم تعد الحياة بينهما كما تصورا فى بداية، رغم إنها أرادت الهدوء، لكن أنور لم ينه الحياة بينهما إلا بشكل كوميدى، فبينما هى نائمة، استيقظت على صوت أنور يتصاعد من المطبخ، خرجت إليه وكان صوت الأطباق يتطاير، ووجدت ليلى فى الصالة الفنان محمد البكار، فسألته عن ثورة أنور، فجاءها أنور من خلفها صائحا: "البيت مفيهوش كمون يا ست هانم"، فقالت: "طب وإيه يعنى يا أنور، نبعت نشترى!"، فصرخ أنور:"وإيه يعنى.. طب انتى طالق يا ليلى!".. وفى هدوء خرجت ليلى من منزل الزوجية ، لتعيش فيه، وأصبحت مطلقة لأول مرة فى حياتها.