"مصائب قوم عن قوم فوائد"، قالها المتنبى فى أحد أشعاره، وهى الجملة التى تتماشى مع ما حدث فى الأكاديمية السويدية عقب الإعلان فوز أولجا توكاركوك بجائزة نوبل فى الأدب لعام 2018، والتى تم تأجيلها على خليفة فضحية اغتصاب واعتداء جنسى، داخل الأكاديمية فى عام 2017م.
فالسؤال الذى يطرح نفسه الآن، هل الفضيحة الجنسية هى التى جعلت الأكاديمية السويدية تمنح الجائزة لامرأة حتى تهدأ الانتقادات التى تعرضت لها الجائزة خلال العام الماضى؟، ويبدو واردا أن يكون الاختيار قد جاء بشكل مقصود حتى تعبر الأكاديمية عن رفضها لما حدث فى الماضى وأنها تحترم المرأة، لذا أرادت أن تمنح الجائزة المخصصة لعام 2018 أى بعد الفضيحة الجنسية لامرأة، كنوع من الاعتذار غير المباشر لكل النساء اللاتي تعرضن للتحرش والاغتصاب داخل الأكاديمية.
ومما لا شك فيه أن الكاتبة أولجا توكاركوك محظوظة جدا، ولكنها أيضًا تستحق أن تحصل على جائزة نوبل، فهى كاتبة عالمية موهوبة، حيث قدمت 16 كتابا على مدار حياتها الأدبية، تم ترجمتهم إلى 25 لغة مختلفة من كافة أنحاء العالم، ومن أبرز هذه الكتب، كتاب الرحلات الحاصل على جائزة مان بوكر عام 2018، وكتاب" كتب يعقوب" الحاصل على جائزة نايكى" وهي الجائزة الأدبية الأولى فى بولندا، إضافة إلى كتاب "مر بمحراثك على العظام" الذى دخل القائمة الطويلة لجائزة مان بوكر 2019، خلال شهر أكتوبر الجارى.
وللتذكير .. جاء قرر التأجيل على خلفية فضيحة اغتصاب واعتداء جنسى، حيث قدمت 18 سيدة بادعاءات تحرش جنسى ضد المصور الفرنسى جان-كلود أرنو، المتزوج من عضوة سابقة فى هذا المعهد الذى يرجع تاريخه إلى عام 1786.
وقد وقعت عدة حوادث، فى عقارات تمتلكها الأكاديمية، ولكن أرنو نفى تلك الادعاءات كلها، وأثناء إجراء التحقيقات، صوتت المنظمة ضد اقتراح بإلغاء عضوية زوجته الشاعرة والكاتبة كاترينا فروستينسون من لجنتها المكونة من 18 عضوًا، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع "بى بى سى".
وهذا القرار أدى إلى انقسام المنظمة، وأثار موجة من الاستقالات، من بينها استقالة فروستينسون، واستقالة رئيسة الأكاديمية، بروفيسور سارا دانيوس، بحيث لم يبق فى اللجنة سوى 11 عضوًا.
يشار إلى أنه منذ بدأت الأكاديمية بمنح الجائزة، لم تمتنع عن منحها سوى مرة واحدة عام 1935، وقالت حينها إنها لم تجد مرشحًا جديرا بالفوز بها، وتعد هذه الفضيحة الأكبر التى تطال الجائزة منذ منحها لأول مرة فى عام 1901.