أحد الرواد فى تاريخ الأدب العربى الحديث، شارك فى تأسيس مدرسة الديوان مع العقاد والمازنى، التى وضعت تصورا جديدا للشعر، كان مجددا وحريصا على اللغة العربية الفصحى، وله دور كبير الأدب العربى الحديث من خلال أعماله النقدية، هو الشاعر الكبير عبد الرحمن شكرى، الذى تمر اليوم ذكرى ميلاد إذ ولد فى مثل هذا اليوم من عام 1886م، وللراحل عدة مواقف تعرض لها خلال حياته نستعرض ابرزها عبر السطور المقبلة.
أول موقف تعرض له الشاعر عبد الرحمن شكرى هو فصله من مدرسة الحقوق، بسبب اشتراكه فى مظاهرات نظمها الحزب الوطنى آنذاك لإعلان غضب المصريين على الاحتلال البريطانى لمصر ووحشية الإنجليز فى حادثة دنشواى.
والسؤال هنا هل فصله من مدرسة الحقوق اثر على مسيرته التعليمية فيما بعد؟ والإجابة "لا"، فلم يكن فصله نهاية المطاف حيث التحق بمدرسة المعلمين العليا عام فى عام 1906م، وهى التى اتاحت له الفرصة لتعرف على "المازنى"، وبعد تفوقه تخرج من المعلمين، ليتم اختياره فى بعثة إلى جامعة شيفلد بإنجلترا، وهناك درس الاقتصاد والاجتماع والتاريخ والفلسفة إلى جانب تنمية مهارته فى اللغة الإنجليزية، لمدة 3 سنوات، وعاد إلى مصر فى 1912م.
وعندما عاد إلى مصر قدمه المازنى للعقاد فكانت بداية صداقة قوية بين الثلاثة، وكانت نتيجة تلك الصداقة هو تبنى اتجاه الدفاع عن التجديد فى الشعر والأدب، وهى ما عرفت باسم مدرسة الديوان.
ومن المواقف المؤثرة فى حياة الشاعر الراحل عبد الرحمن شكرى، هو عندما وقع عليه ظلم وظيفى منعه من حصوله على الترقية بسبب قصيدة بعنوان "أقوام بادوا" والتى أغضبت رؤساءه عليه وصاروا يحرضون عليه لأنهم ظنوا أنه يصفهم.
وترتب على هذا الموقف هو مطالبته للخروج إلى المعاش برغبته، بعد أن خدم عبد الرحمن شكرى فى التربية والتعليم ما يقرب من 26 عاما، فبعد عودته من إنجلترا عين بالتعليم الثانوى كمدرس للتاريخ واللغة الإنجليزية، وتدرج فى الوظيفة حتى أصبح مفتشًا، لكنه أحيل للمعاش حسب رغبته فى عام 1938م، بمرتب بسيط لا يكفيه ولا يكفى من يعولهم.
و ظل هذا الموقف يؤثر عليه مما جعله يقوم بإحراق جميع مؤلفاته ودواوينه، وأصيب بضغط الدم والشلل، فاعتزل الناس حتى رحل عن عالمنا فى ديسمبر سنة 1958.