آثار قرار منح لجنة نوبل فى الآداب، منح جائزتها لعام 2019، للأديب النمساوى بيتر هاندكه، باعتباره شخصية مثيرة للجدل إلى حد كبير لدعمه للصرب خلال حرب يوغسلافيا في التسعينيات.
وعارض كثيرين قرار الأكاديمية بتسليم الجائزة إلى رجل كان يعتبر قريبًا من الزعيم الصربي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش، حيث شارك هاندكه في جنازته عام 2006.
ولم تكن الانتقادات السياسية، التى تعرضت لها لجنة نوبل، هى الوحيدة، لعلى مدار تاريخ الجائزة تعرض لعدد من المواقف المشابهة، أتهمت بالتحيز السياسى لفيصل بعينه، عند إعطاء الجائزة لبعض الشخصيات، ومن هذه المواف:
بوريس باسترناك
فى العام 1958 منحت الأكاديمية السويدية للعلوم، الأديب الروسى بوريس باسترناك جائزة نوبل للآداب، لكن باسترناك رفضها، بعد مضايقات وتهديدات عديدة من السلطة السوفيتية.
ولم تصدر الرواية في روسيا لأسباب أمنية، فصدرت في إيطاليا وما هي إلا شهور حتى أعلنت لجنة جائزة نوبل منحها لباسترناك الذي لم يكتب سوى رواية واحدة فقط، هي الدكتور زيفاجو! اضطر باسترناك لعدم تسلم الجائزة وتجاهلها بسبب القبضة الحديدة للحكم الشيوعي، لكنَّ ابنه تسلم الجائزة 1989، وانتقدت تقارير وكتابات عديدة الجائزة حيث أكدت أن الحكومتين الأمريكية والبريطانية تدخلتا لتمنح الجائزة لباسترناك الذي انتقد الاتحاد السوفيتي في روايته.
جونتر جراس
الأديب الألمانى الحاصل على نوبل عام 1999، لم يهنأ بالجائزة، إذ أثار حصوله على الجائزة غضب إسرائيل وانتقادها للجنة جائزة نوبل وطلبت منها سحب الجائزة منه باتهامه بالعداء لإسرائيل.
ويعد جراس من المدافعين عن قضايا الفكر اليساري والمنتقدين للتدخلات العسكرية الغربية في دول مثل العراق، وقد لقيت قصيدته انتقادات في ألمانيا، حيث يعتبر أي انتقاد شديد لإسرائيل من المحرمات.
نشر الشاعر الألماني جونتر جراس قصيدة أثارت غضب إسرائيل ووقاحتها، لدرجة التوجه الإسرائيلي للجنة جائزة نوبل السويدية بطلب سحب الجائزة منه باتهامه بالعداء لإسرائيل والعداء للسامية وكل اسطوانة الدعاية الإسرائيلية المملة المعروفة والجاهزة دائما.
سفيتلانا أليكسيفيتش
تعرضت الكاتبة البيلاروسية سفيتلانا اليكسييفيتش، الحائزة على جائزة نوبل للاداب 2015، للعديد من المضايقات من روسيا، اثار جدلاً واسعا في روسيا خاصة من الجانب الروسي الرسمي بسبب معارضتها لبوتين، وقالوا إن منحها الجائزة هو بسبب معارضتك بوتين.
ونقل عدد من وسائل الإعلام الروسية، بعد ذلك بأن الكاتبة البيلاروسية اعترفت بكونها من المثليات، وقاموا بالهجوم عليها، فيما رفضت سفيتلانا التعليق على ما جاء في المقالات الصحفية عنها.
بوب ديلان
تعرضت لجنة نوبل بالأكاديمية السويدية للعلوم، للهجوم سواء من المثقفين العرب، أو الأجانب، على قرار منحها نوبل فى الآداب لعام 2016، وجاء اتهام للجنة بإعطاءه للشاعر الغنائى، المولود لأبويين يهوديين، لموقفه السياسية، وذلك كونه يؤيد وبقوة الكيان الصهيونى ويصفه فى أحد قصائده بـ"بفتوة الحى صانع الجنة".
ومن خلال دراسة قدمتها الدكتورة هويدا صالح، تعرف "ديلان" على أنه فى نهاية الستينيات وبداية السبعينيات بدأ بوب ديلان بالبحث عن يهوديته، فزار فى عيد ميلاده الثلاثين إسرائيل وفكر فى إمكانية الانتقال للعيش فى "كيبوتس" وهو من أشكال الاستيطان الصهيونى، وكتب كلمات ألبومه الأشهر "الملحدون"، وفيه قصائد يدعم فيها إسرائيل بشكل مباشر.