التنين مخلوق أسطورى موجود فى العديد من الثقافات فى جميع أنحاء العالم، وعادة ما تأتى صورته (ضخم له جسم يشبه الثعبان وقدرة على الطيران)، وفى الفلكلور الأوروبى فى العصور الوسطى، يكون للتنين أجنحة وينفث النار، وعادة ما ينظر إليه على أنه كائن شرير، وعلى النقيض من ذلك، فى الثقافات الشرقية قد يكون طيبا وصاحب فضل.
ويمكن القول، حسبما ذكر "وو منجرين" على موقع " ancient-origin " إن قصة التنين الأكثر شهرة من أوروبا فى العصور الوسطى هى أسطورة القديس جورج والتنين ) مار جرجس) الذى عاش فى القرن الثالث بعد الميلاد، إلا أن قصة معركته مع التنين بدأت تنتشر على نطاق واسع بعد الألف عام، خلال العصور الوسطى.
وتقول القصة إن القديس جورج ولد فى كابادوكيا، مكانها حاليا فى تركيا، لأبوين مسيحيين، وانضم إلى الجيش الرومانى، وفى أحد الأيام، كان القديس يسافر فى ليبيا عندما جاء إلى مدينة تدعى سيلين، تتعرض لتهديد من تنين يعيش فى بركة قريبة، وخوفًا على حياتهم، قدم سكان المدينة تضحيات للتنين كل يوم (أغنام، رجال، وأطفال) وقد تم اختيار الضحايا بالقرعة، وفى يوم وصول القديس جورج، كانت ابنة الملك هى التى كان يجب التضحية بها، رأى القديس الأميرة بجانب البركة، وسألها عما كان يجرى، عند سماع قصة التنين، وقد عزم القديس جورج على محاربة التنين وإنقاذ الأميرة.
وعندما ظهر التنين، وضع القديس علامة الصليب على الرمح وأصاب التنين وربطه بحزام الأميرة، وعندما عرض القديس جورج التنين أمام سكان البلدة صاروا جميعا مسيحيين.
التنين فى الشرق
يعتبر التنين مخلوقًا شريرًا فى الغرب، لكنه فى الحضارات الشرقية قد يبدو مخلوقا طيبا، فقد تم العثور على التنين فى الأساطير فى الصين واليابان وكوريا، ويعتقد أنها مسئولة عن ظواهر الطقس المائية، وأهمها المطر اللازم للزراعة.
ومن ناحية أخرى يمكن للتنين الغاضب أن يتسبب فى كوارث طبيعية مثل الفيضانات والأعاصير والعواصف، وبالتالى كان من الضرورى إبقائها سعيدًا.
لذا نجد للتنين شعبية خاصة فى الصين، فالتنين ذو المخالب الخمسة كان رمزا لأباطرة الصين مع طائر العنقاء رمزا للإمبراطورة الصينية، وأزياء التنين التى يرتديها لناس أمر شائع فى المهرجانات الصينية.
التنين الصينى
تدمج أساطير التنانين اليابانية مع القصص المستوردة من الصين، وكوريا والهند. ومثل التنانين الآسيوية الأخرى، فإن التنانين اليابانية آلهة المياه المرتبطة بهطول الأمطار والمسطحات المائية، وتوصف عادة بأنها مخلوقات أفعوانية كبيرة، بدون أجنحة، ذات أقدام بمخالب.
عند العرب
ورد فى لسان العرب أن "التِّنِّينُ ضرْب من الحيّات من أَعظمها كأَكبر ما يكون منها، وربما بعث الله عز وجل سحابةً فاحتملته، وذلك فيما يقال، والله أَعلم، أَن دوابّ البحر يشكونه إلى الله فيرْفَعُه عنها؛ قال أَبو منصور: وأَخبرنى شيخ من ثِقاتِ الغُزاة أَنه كان نازلاً على سِيف بَحْرِ الشام، فنظر هو وجماعة أَهل العَسْكر إلى سحابةٍ انقَسَمت فى البحر ثم ارتفعت، ونظرنا إلى ذَنَبِ التِّنِّين يَضطرب فى هَيْدب السحابةَ، وهَبَّت بها الريحُ ونحن نَنظر إليها إلى أَن غابت السحابةُ عن أَبصارِنا. وجاء فى بعض الأَخبار: أَن السحابة تحمل التِّنّين إلى بلاد يَأْجوج ومَأْجوج فتَطرحه فيها، وأَنهم يجتمعون على لحمِه فيأْكلونه".