كاتب مسرحى وقاص وشاعر وناشر كل هذا يتوفر فى الكاتب الألمانى بيرنت هاينريش فيلهلم فون كلايست، الذى تحل ذكرى ميلاده اليوم، إذ ولد فى مثل هذا اليوم من عام 1777م.
كان من المقرر أن يستكمل كلايست مسيرة عائلته العسكرية، التى كان أفرادها ضباط فى الجيش الألمانى، ولكن بعد التحاقه بالحياة العسكرية ببضع سنوات، وبعد اشتراكه فى حملة الراين ضد فرنسا، وكذلك في حصار أول جمهورية وطنية ألمانية على الأرض الألمانية في ماينتس، ترك الخدمة العسكرية وقرر أن يتفرغ للحياة الأدبية.
ولكن وافقت عائلته على ترك الخدمة العسكرية بصعوبة فى 1799م أبريل، ليبدأ حسب رغبة العائلة فى دراسة الفيزياء والرياضيات وتاريخ الفن واللغة اللاتينية وكذلك دراسة علوم السياسة والاقتصاد.
وفى عام 1800م، قطع دراسته بعد ثلاثة فصول من دراسته، ليبدا العمل التطوعى داخل وزارة الاقتصاد البروسية فى برلين، وكان ذلك عكس ميوله الفكرية، ولكن كان السبب هو قرغبة عائلة خطيبته فى أن أن يتقلد منصبا في الحكومة، وتم تكليفه من قبل الوزارة فى مهمة سرية وفى الغالب ا كانت جاسوسا اقتصاديا.
وقرر كلايست فى عام 1806 ترك الخدمة الحكومية، والتعيش من الأعمال المسرحية، فعزم على الذهاب إلى برلين بصحبه صديق له، ولكن وهما فى طريقهما ألقت السلطات الفرنسية القبض على كلايست ورفيقه فى يناير 1807، باعتبارهما جاسوسين محتملين، ونقلا إلى معسكر أسرى الحرب شالون سور مارن، وهناك كتب أقصوصة "ماركيز فون أو، واصل العمل في مسرحية بينتيزيليا، وتم إخلاء سبيلة فى نفس العام.
شارك كلايست مع عدد من أصدقائه فى إصدار عدد من الصحف كان الأولى صحيفة Phöbus الفنية، وصدر العدد الأول وبه مقال بعنوان "قطعة من التراجيديا بينتيزيليا"، والثانية فى 1810 وهى صحيفة برلين المسائية، وكانت تصدر يوميا مزودة بأخبار محلية وهدفها تناول كل ما يعني الشعب وتنمية القضية الوطنية.
ولكن سرعان ما توقفت الصحيفة فى 1811 بسبب قرار منع مشدد من الرقابة، وبعد أن فشل كلايست فى الحصول على وظيفة فى الحكومة البروسية، ومنعت مسرحيته "أمير فون هومبورج" من العرض حتى سنة 1814 بقرار لفيلهلم الثالث، اتجه كلايست إلى كتابة القصص لفترة قصيرة ليجد مصدر دخل يتعيش منه.
وبدأ كلايست يفكر اكثر من مرة فى الانتحار،نتيجة حالة اليأس التى أصابته، وبالفعل فى 21 نوفمبر 1811 وعلى شاطئ بحيرة فانزيه جنوب برلين، أطلق كلايست الرصاص أولا على رفيقته ثم على نفسه.
من أبرز أعمال كلايست "روبرت جويسكارد، الجرة المكسورة، مذبحة هرمان، ميشائيل كولهاس، عائلة شروفنشتاين، ماركيزة فون أو، حول مسرح العرائس".