بعد شهور قليلة من هزيمة 1967 بدأت حرب الاستنزاف، واستطاع رجال البحرية المصرية فى 21 من شهر أكتوبر أن يغرقوا المدمرة إيلات فى البحر الأبيض المتوسط.. وهذا الانتصار يجعلنا نفكر فى معنى كلمة "إيلات" فى الأصل، وسنجد أنها "كنعانية" وبعد ذلك سرقها العبرانيون.
يقول كتاب الحضارة الفينيقية لـ محمد الخطيب، فى حديثه عن "إيل" هو رأس المعبودات الكنعانية، واسم "إيل" (إل) ليس فى الأصل اسم علم، ولكنه اسم سامى عام معناه "إله" أو هو الكلمة السامية للإله، كما يبدو واضحا مثلا فى كلمة "إلوهيم" وهى جمع مفردة إله، والأمر كذلك فى الكلمة العبرية، وقد أدخلت عليها أداة التعريف "إل" فأصبحت "الإله" وفى كلمة "بعل" ومعناها "رب" أو سيد ومؤنثها "بعلات" ومعناها "ربة" أو سيدة.
و"ملك ومعناها ملك أو حاكم، وكذلك كلمة "أدون" العربية وأدوناى" العبرية، وأدونيس اليونانية، ومعناها سيد، وهذه الكلمات العامة يمكن استخدامها منفردة أو متصلة باسم الإله.
وكانت زوج الإله "إيل" هى الإلهة "إيلات" والمعروفة كذلك باسم "عشيرة البحر" والتى يطلق عليها لقب "الأم الإلهة" وقد لقبت "عشيرة" فى نصوص أوغاريت بالسيدة "أثرت" إلهة البحر، وكما أن زوجها "إيل" خالق الخلق، فكذلك هى "خالقة الآلهة".
وهناك من يقول إن "اللات" المعبودة التى كان يعبدها العرب قبل الإسلام، وكان مقرها الرئيسى فى مدينة الطائف، وكان تمثالها على شكل صخرة بيضاء منقوشة، وقيل إنها مربعة وقال بعض المؤرخين إنها من حجارة بركانية أو نيزكية، وكانت ثقيف تقوم بخدمتها وكسوتها، يقال إنها "إيلات" ثم خُفِفَت إلى اللات.