تمر هذا العام الذكرى الـ 200 لصدور الكتاب المهم للفيلسوف جوته "الديوان الغربي الشرقي" 1819 وهو مجموعة من القصائد الغنائية استوحاها من أعمال الشاعر الفارسى حافظ الشيرازى.
كتب جوته الديوان بين 1814 وعام 1819، ونشر للمرة الأولى في 1819، ثم النسخة الموسعة في العام 1827، هذا الديوان كان من آخر أعمال جوته الشعرية، عبارة عن من مراسلات جوته مع ماريان فون فيليمر، ومن ترجمة المستشرق السويسري جوزيف فون هامار لقصائد حافظ، حاول جوته في هذا الديوان أن يتضمن مزجاً بين الثقافة الغربية والشرق أوسطية من حيث اللغة (فارسية-ألمانية) والديانة (إسلام-مسيحية)، يحتوي على اثني عشر كتاباً بمختلف الأنواع الشعرية.
واهتم جوته في الديوان الغربى الشرقي بالشعر العربي الجاهلي وخاصة شعر المعلقات، واعتمد على ترجمة وليم جونز عند كتابة الفصل الذي اسماه "العرب" في "التعليقات والأبحاث" الخاصة بالديوان الشرقي، وكذلك أشاد ببعض الشعراء العرب الكلاسيكيين من أمثال تأبط شراً وأبي تمام.
وأعرب جوته في عمله هذا احترامه الشديد للإسلام، ووصل إلى الحد أنه قال "لا أكره أن يقال عنى مسلم" عند إعلانه صدور الديوان، وربما يعود السبب في احترام جوته للإسلام للعصر الذي عاش فيه، فحركة التنوير كانت دائماً تسعى لإظهار قيمة الأديان غير الدين المسيحي.
وتأثر جوته أثناء كتابته الديوان كذلك بالقرآن، عدد القصائد في الديوان التي استلهمها من القرآن ليس بيسير، واعتمد في ذلك على ترجمة فون هامر المنشورة في مجلة كنوز الشرق.
الديوان يشتمل على 12 كتاباً: "كتاب المغني، كتاب حافظ، كتاب التفكير، كتاب الحزن، كتاب الحكم، كتاب تيمور، كتاب زليخة، كتاب الساقي، كتاب الأمثال، كتاب الفارسى، كتاب الخلد.
من قصيدة جوته هجرة:
"الشمال والغرب والجنوب فى تحطّم، والعروش في تصدّع، والممالك في تزعزع، فلنهاجر إذًا إلى الشرق في طهره وصفائه".