صدرت حديثا الترجمة العربية لرواية "دون جوان يتحدث عن نفسه" تأليف بيتر هاندكه، الحاصل على جائزة نوبل للآداب عام 2019، ترجمة سمير جريس، عن دار نشر سرد، ودار نشر ممدوح عدوان.
وفى مقدمة الترجمة استعرض سمير جريس أسطورة دون جوان "ثمة شخصيات أدبية تولد ولا تموت. وعبر السنين تشهد هذه الشخصيات ولادات متعددة، فتكتسي في كل مرة شكلا آخر، وبعدا جديدا. من هذه النماذج شخصية التي ما فتئ الأدباء يعودون إليها شخصية العاشق زئر النساء دون جوان. ويعتبر الكاتب الإسباني تيرسو دي مولينا (1571-1648) أول من تناول هذه الأسطورة أدبيا. دون خوان في الرؤية الإسبانية رجل مذنب لا يؤمن بإله، العشق عنده هوس ومس، لعنة لا يبرأ منها؛ إنه يغرر بالنساء ولا يتورع حتى عن قتلهن من أجل متعته، إلى أن ينال في النهاية عقوبته".
ومن أجواء الرواية: "كان دون جوان دائم البحث عن شخص يصغي إليه. وعثرَ فيّ، ذات يوم جميل، على ذلك الشخص. لم يروِ لي حكايته بضمير المتكلم، بل بضمير الغائب. هكذا أتذكرها الآن على كل حال.
في ذلك الوقت كنت أطهو الطعام على نحو عابر لنفسي فحسب في المَضيَفَة، حيث نزلت بالقرب من أطلال "بور رويال دي شون"، ذلك الدير الشهير سيء السمعة الذي كان في القرن السابع عشر من أشهر الأديرة في فرنسا. غرف الضيوف القليلة أصبحت أيضا جزءا من مسكني. قضيت كل أشهر الشتاء وبشائر الربيع في ذلك المسكن، وكان ذلك لا يعني سوى إعداد الأطعمة لنفسي فحسب، والقيام بالأعمال داخل المنزل وفي الحديقة. كنتُ، أساساً، أقضي وقتي في القراءة، وبين الحين والآخر في التطلع من هذه النافذة العتيقة الصغيرة أو تلك من نوافذ مطعمي الذي كان عبارة عن مبنى شُيدَ آنذاك لحارس "بور رويال دي شون".