تمر اليوم الذكرى التاسعة على وفاة الإمام محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر الشريف، إذ رحل في 28 أكتوبر من عام 2010، عن عمر ناهز 81 عاما، وكان قد تولى منصب شيخ الجامع الأزهر من عام 1996 إلى 2010.
وكان للإمام الراحل العديد من القضايا والآراء التي كانت مثار جدل كبير، وظل الحديث فيها وعن رأيه قبل وبعد منصب الإمام الأكبر محل جدل أوسع، ومن بينها رأيه في اليهود وبنو إسرائيل.
حصل الإمام محمد سيد طنطاوي، على درجة الدكتوراه في أصول الدين، عام 1969، تحت عنوان "اليهود في القرآن" وخصص رسالته للدكتوراه، لكشف ما يمكن تسميته جذور العنف في التاريخ اليهودي، منذ دخولهم مصر، وخروجهم منها وتأسيس دولتهم، بعد أن أبادوا شعوباً بكاملها في سبيل ذلك، وصدرت الرسالة فى كتاب مطبوع حمل اسم "بنو إسرائيل فى القرآن والسنة".
ويرى الإمام الأكبر الراحل، أن القرآن الكريم فى حديثه عن بنى إسرائيل، يربط ربطا محكما بين طماع وأخلاق المعاصرين منهم للنبى (ص) وطباع واخلاق آبائهم الأولين الذين عاصروا موسى وعيسى وغيرهما من الأنبياء، وذلك ليبين أن ما عليه الأبناء من فسوق وعصيان ومحاربة لدعوة الإسلام، إنما هو ميراث من الخلق السيئ الذين توارثه الخلف عن السلف واخذه الأبناء من الأباء.
وأشار الدكتور محمد سيد طنطاوى، فى كتابه، أن القرآن الكريم يحمل من الأدلة ما تدل على ما وصفهم به من صفات نراها فى كل زمان ومكان منطبقة عليهم، ولم تزدهم الأيام إلا رسوخا فيها، فمثلا صفة الحرص على الحياة نراها متمثلة فيهم فى كل الأوقات والعصور، على حد تعبيره.
وتقول الدراسة، صفة نقض العهود من الصفات التى دمغ القرآن بها اليهود فى كثير من آياته، والمتتبع لتاريخهم قديماً وحديثا يرى أن هذه الرذيلة تكاد تكون طبيعة فيهم، فقد أخذ الله عليهم كثيراً من المواثيق، على لسان أنبيائه ورسله، ولكنهم نقضوها، وعاهدهم النبى غير مرة، فكانوا ينقضون عهدهم فى كل مرة.
وشدد شيخ الأزهر فى مقدمة الكتاب، أن مقصده الاول من رسالته، التى تم طبعها فى عدة طبعات آخرها عام 1997، عن دار الشروق للنشر والتوزيع، أن يكشف للشباب المسلم بصفة خاصة، وللعقلاء والمنصفين بصفة عامة عن أحوال بنى إسرائيل، وتاريخهم، وأخلاقهم، وأكاذيبهم، وقبائحهم، معتمدا فى ذلك على ما ورد فى القرآن الكريم، والسنة النبوية، والتاريخ الصحيح.