توفى الفيلسوف الإنجليزى جون لوك فى 28 أكتوبر 1704، ودفن فى فناء الكنيسة بقرية هاى لافر، حيث قضى آخر سنوات حياته، بعد سنوات قضاها فى المطالبة بحرية التفكير وفصل الدين عن الدولة.
ولد جان لوك فى أغسطس من عام 1632 فى مقاطعة سومرست البريطانية، وتعلم بشكل جيد حيث درس الطب فى أكسفورد، لكنه كان مشغولا بالأفكار الكبرى فى العالم ومنها مفهوم الحرية.
لم يكن جان لوك ضد الدين لكنه رأى ضرورة الفصل بينه وبين الدولة، يقول فى رسالته عن التسامح التى كتبها فى عام 1689 "من أجل الوصول إلى دين صحيح، ينبغى على الدولة أن تتسامح مع جميع أشكال الاعتقاد دينيًا أو فكريًا أو اجتماعيًا، ويجب أن تنشغل فى الإدارة العملية وحكم المجتمع فقط، لا أن تنهك نفسها فى فرض هذا الاعتقاد ومنع ذلك التصرف، يجب أن تكون الدولة منفصلة عن الكنيسة، وألّا يتدخل أى منهما فى شؤون الآخر، هكذا يكون العصر هو عصر العقل، ولأول مرة فى التاريخ البشرى سيكون الناس أحرارًا، وبالتالى قادرين على إدراك الحقيقة".
واعتبر البعض أن جان لوك بهذه الرسالة وضع أسس العلمانية فى القرن السابع عشر وقد بها الفصل بين الحكومة والدين والفصل بين السلطات، وكان يرى أن وظيفة الدولة هى رعاية مصالح المواطنين الدنيوية، أما الدين فيسعى إلى خلاص النفوس فى الآخرة، وأراد بذلك أن ينقذ الدين من تلاعب السلطة به واستخدامه لأغراضها، ورأى أن انحياز الدولة لدين معين يشجع على النفاق والتدين الشكلى، فضلا عن أنه يهدد وحدة الدولة والتعايش السلمى بين المواطنين.