صدور رواية "جدول أعمال" للكاتب الفرنسى إريك فويار، عن دار نشر ميلاد، ترجمة أيمن منير، والرواية حازت على جائزة الجونكور2017،
تتناول الرواية الفترة التى سبقت وصول هتلر إلى الرايخ الثالث، والعلاقات المشبوهة التى ربطها لبوغ غايته.
وفيها أيضا يحطم الأسطورة الألمانية عن الجيش العصرى والسريع القادر على تحقيق النصر، عبر نقل المحادثات التى دارت فى بعض الصالونات، والتفاوض الشبيه بالسمسرة لفتح الباب أمام الجيوش الألمانية.
فالكاتب يصف، استنادا إلى وثائق تاريخية توسل بها، المشاهد المؤسسة والميكانيكا السياسية والسيكولوجية التى رفعها هتلر، ليبين التسلسل الذى أدّى إلى الدكتاتورية النازية.
يوم 20 فبراير 1933 ببرلين، وبدعوة من رئيس الريخستاغ هرمان غورينغ، قدم أربعة وثمانون رجلا من رجال الأعمال البارزين لمقابلة هتلر فى القاعات البرلمانية، من بينهم كروب وفون شنيتزلر، وفون أوبل، وكانوا يديرون شركات عملاقة أمثال باسف، وباير، وسيمنس، وأليانس، وتلفونكن… وقبلوا بتمويل النازية.
الغريب، يتساءل الكاتب، أن هذه الأسماء لا تزال حاضرة فى حياتنا، تبيعنا الأطعمة والألبسة والأدوية والمستحدثات التكنولوجية، وتغنم منا أموالا طائلة، جعلتها تملك ثروات ضخمة، دون أن تخشى حسابا عن ماضيها ولا عقابا.
اختار الكاتب تلك اللحظة محورا لروايته القصيرة التى يطرح فيها دور الكاتب فى تمثل الواقع المنقضي، لأنها ستكون بداية إلغاء الأمانة العامة فى برلين، ورئيسها، ثم البرلمان نفسه، الذى لم يبق منه غير أنقاض بعد أن أضرمت فيه النيران.