اعترف اتحادا الناشرين العرب والمصريين بأزمة تزوير تواجه عملية النشر فى العالم العربى، حيث أطلق مبادرة لحماية الناشر العربى، من الخسارة التى يتعرض لها حال تزوير إصدارته، وكان ضمن الحلول التى تم طرحها أن يطرح الناشر نسخة موازية إلكترونية مع النسخة الورقية؟ والسؤال هنا هل هذا الاقتراح يساعد فى منع أو حتى تقليل التزوير؟ وبدورنا التقينا عددا من الناشرين المشاركين فى معرض الشارقة الدولى للكتاب بدورته الـ 38.
وقال الناشر محمد رشاد، مدير عام دار المصرية اللبنانية، إن الكتب الإلكترونية بدأت فى الظهور منذ عام 2009 فى العالم العربى، وإلى اليوم نجد أن معدل القراءة عالٍ جدا بالنسبة للكتب الموجود على الإنترنت، لكن الكتب الإلكترونية المطروحة مقابل مبلغ مادى معين، الإقدام عليها ضعيف جدا، وهذا بسبب نقص التوعية لتسويق للكتاب الإلكترونى.
وأضاف إن الحملة الأخيرة التى أطلقها اتحاد الناشرين العرب على حقوق الملكية الفكرية، وبالطبع هناك حلول كثيرة، والناس دائما ترى الحل فى يد الناشر، لكن الحل ليس لدى الناشر وحده، بل يجب أن يكون رقم واحد تعديل القانون الذى ننادى به منذ أكثر من 4 أو 5 سنوات.
وأوضح أنه بتعديل قانون تغليظ عقوبة المزور، سوف تنخفض عملية التزوير بشكل كبير جدا، كما أن القرصنة من خلال الإنترنت ستنخفض لأن القانون يفرض عقوبات على القرصنة الإلكترونية، لافتا إلى أن الحل الثانى هو العمل على مشاريع من خلال الدولة المتمثلة فى وزارة الثقافة، وكانت يوجد مشاريع كثيرة قبل 2011، أهمها مشروع القراءة للجميع، ومازال مستمرا لكن تم تخفيض ميزانيته، ويحب أن طرح مشاريع أخرى للترجمة، ودعم للنشر.
وأشار إلى أنه يجب أن تقوم وزارة الثقافة بالتوسع فى المكتبات العامة، ورغم الظروف الصعبة التى كانت تمر بها وزارة الثقافة، وفى ظل الخطة الموجودة الآن للتطوير والقضاء على العشوئيات، فيجب نبحث عن إنشاء للمكتبات العامة جديدة، وهذا حل أساسى، فبدلا من أن يطبع الناشر 1000 أو 2000 نسخة والبعض يكتفى بـ 500، لكن عندما يكون لدينا 1000 مكتبة أو 2000 مكتبة، سيبدأ الناشر فى بناء خطته بالنسبة للطباعة، وهذا سيقلل سعر الكتاب مع الطبع بكمية أكبر.
وفى السياق نفسه، قال الناشر جعفر العقيلى، صاحب دار الآن ناشرون وموزعون الأردنية، إن المشكلة لا تكمن فى عدم وجود الكتاب الإلكترونى، لأن هناك أشخاصا يستسهلون الحصول على الكتاب دون تكليفات إضافية، كما أن القارئ ليس متعطشا لقراءة الكتاب إلكترونيًا.
وأوضح الناشر جعفر العقيلى، أن أحد حلول المشكلة هو تخفيض سعر الكتاب من الناشر الأصلى، والبحث عن آليات توسيع واسعة، بحيث تتم محاصرة المزورين فى أماكنهم، وأعتقد أن هذا هو الحل، لأنه توجد شرائح كبيرة من المجتمع تفضل قراءة الكتاب الورقى.
وقال الناشر أحمد عبد المنعم، صاحب مؤسسة حورس للنسر والتوزيع، إن طرح الكتاب بنسخته الإلكترونية لن يكون حلا لمنع التزوير، لأن من يقرأ الكتاب الورقى يختلف عن قراء الكتاب الإلكترونى، وهناك عدد كبير من شرائح المجتمع تفضل اقتناء الكتاب الورقى.
وأوضح الناشر أحمد عبد المنعم، إنه يجب طرح الكتاب الإلكترونى بالتوازى مع الكتاب الورقى لإرضاء جميع الأذواق، لكنه ليس حلا لمنع أعمال التوزير، لكنه يعمل على تغطية حاجة سوق النشر إلكترونيا أيضًا.