صدر العدد الجديد من مجلة "الثقافة الجديدة" عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، عدد نوفمبر 2019، والعدد يحتوى مجموعة من الملفات المهمة، يأتى على رأسها ملف "الأزياء التقليدية.. إضاءات تاريخية وجمالية" بالإضافة إلى ملفات إبداعية وقصصية، فضلا عن الأبواب الثابتة.
تبدأ المجلة بافتتاحية الشاعر مسعود شومان التى عنونها بالمثل الشعبي"عريان سنة اشتكى الخياط على يوم" وجاء فيها "إن تأملا عميقا للتنوع الجغرافى فى المعمور المصرى سيدخلنا إلى التنوع الثقافى الفنى الذى يتمثل فى تجليات كثيرة لعل منها الزى المصري، فكل بيئة تطرح زيها بما يتناسب مع طبيعة المكان ونوع العمل والمناسبة، وإذا تأملنا الزى بنظرة متسعة وصنفناه حسب النوع فسنجد أزياء للنساء وأخرى للرجال وإذا صنفناه حسب العمر نجد ملابس للكبار والعجائز وأخرى للشباب والشابات وثالثة للأطفال... والملابس فى هذا السياق ليست سترا للجسد فحسب؛ لكنها تمثل ثقافة متسعة.
وفى باب "قراءات نقدية" يكتب سعد عبد الرحمن عن "غواية المنهج التجريبى فى العلوم الإنسانية" وأحمد طوسون ينقب فى "ثالوث القوة بين عين الكاميرا والبنية التقليدية" ويبحث د. معتز سلامة فى "الخطاب النقدى ما بعد الكولونيالى ملاحظات وهوامش" أما سفيان صلاح هلال فيكتب مقالا عن طارق إمام بعنوان "الكاتب باحثا عن نفسه فى حلم رجل آخر" ويتناول فرج مجاهد عبد الوهاب "السيرة الذاتية بوصفها فضاء دلاليا" ويدرس إبراهيم جاد الله "مغامرة الخروج من الحاضر لنبش الماضى روائيا" ويكتب خالد حسان عن "القصيدة حسن تكون اقتراحا ضد وحشية العالم" ويرصد سمير الأمير ملامح "رواية الغوص فى الحياة الواقعية والشخصيات المعاصرة" للكاتبة سهير المصادفة، ويدخلنا أدهم مسعود القاق عوالم "المونولوجات النفسية بين الرومانسية والواقعية.
فى هذا الباب يأتى الإبداع متنوعا بين الشعر والقصة، حيث نطالع قصائد لعدد من الشعراء: "العمة تزورنى فى الليل"، عبد الرحمن مقلد، "مدرسة الجمهورية المشتركة"، مدحت منير، "طار الحمام"، مصطفى جوهر، "لقد وصلنا يا عبد الحليم"، عمرو الشيخ، "أحلام تموت"، ناصر البدري، "البكاء"، حاتم الأطير، "قصيدتان"، الطاهر الشرقاوي، "غيتى زرع الكلام"، أشرف عزمي، "فجر الرسالة"، محمود وجيه، "لأجل هذا كتبت الشعر"، هانى قدري، "عشرين سنة عدت"، جمال حراجي، "المغفلون"، مازن حلمي، "البحر"، يحيى عبد العظيم، "يا ريتنى لسه ع الرصيف واقف"، محمود فهمي، "مفيش تمثال يعرف يبكي"، مجدى السعيد، "ارحل يا قاسم"، محمد ناجي.
كما يحتفى العدد بمجموعة من القصص هي: "فرحة الخروج"، ممدوح عبد الستار، "تلاق"، محمود قنديل، "أرقص فوق سحابة"، شيماء عبد الناصر، "قهوة بوش"، إيمان حجازي، "عفريت الجبانة"، سهير شكري، "جبل الجليد"، أحمد البدري، "انتحار الحلوى القطنية" عزة مصطفى عبد العال.
أعدت المجلة ملفًا خاصًّا بعنوان"الأزياء المصرية التقليدية.. إضاءات تاريخية وجمالية: وفيه يكتب د. محمد عبد الباسط عيد عن "سجال النهضة المصرية.. العمامة أم القبعة"، وتحلق د. آمال عرفات حول" الزى التقليدى للمرأة النوبية.. من الجرجار إلى البيبة" بينما يبحث أحمد أبو خنيجر فى "أزياء أسوان.. الأكمام الواسعة للشقاء" وتقف د. جاكلين بشرى على رصد ملامح "التلى المصري.. نقش الأحلام على ملابس النساء" أما علا الطوخى فتكتب عن "ملابس القليوبية.. الأصل والشاهد بين التاريخ والفلكلور" ويأخذنا عبده الزراع إلى "الأزياء التقليدية فى كفر الشيخ من الجلباب إلى السروال"، وتكتب منى حسن الأنور عن "أردية النساء فى سيناء.. زينة وخزينة" ويختتم الملف بتطوافة منعم العبيدى التى جاءت بعنوان "الأزياء فى مطروح.. ألوان الماضى ترقص على الرمال.
أما باب "الصوت واللون والحرية" فيأتى حافلا بالترجمة والمواجهات؛ ففى الشاطيء الآخر نقرأ ست شاعرات كولومبيات/ ترجمة: طه زيادة. وتأتى المواجهة مع ناصر عراق: بعنوان" ناصر عراق.. لم أحلم أبدا أن أكون كاتب قصة" وحاوره أشرف قاسم، وفى باب الحفر باللون يكتب رئيس التحرير "محمد كمال بين غواية الفلسفة والتشكيل فى ينابيع النور"، وفى باب من فات قديمه يرصد أحمد توفيق "مظاهر مجتمعية فى موالد الصعيد الشعبية"، وفى دقات المسرح يكتب محمود سليمان "مهرجان الهواة.. رؤى جديدة تعانق المسرح الفقير" وفى باب قيمة وسيما يكتب محمود الغيطانى "رجل يدعى أوف.. شخص وحيد غاضب" ويعرض باب رحيق الكتابة لستة كتب من الإصدارات الجديدة، ويختتم العدد بباب عطر الأحباب الذى نقرأ فيه: محمد كشيك.. حين نموت تكتمل حياتنا لأمين حداد.
جدير بالذكر أن العدد يحتفى بتجربة الفنان الكبير د. مصطفى الرزاز الذى يعتنى بتفاصيل اللوحة التى يشكل كل عنصر فيها جزءا مهما فى بنيتها الكلية، وكأنه يقدم رؤية درامية للوجود، حيث تصطرع العناصر والأزمنة والأمكنة لتعكس رؤيته التى تنم عن ثقافة عميقة خاصة فى تعالقها بالرموز المصرية الشعبية.
يذكر أن المجلة تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة د. أحمد عواض، ويرأس تحريرها الشاعر والباحث مسعود شومان ويدير تحريرها الشاعر محمود خير الله وسكرتير التحرير الناقد مصطفى القزاز والمشرف الفنى الفنان إسلام الشيخ.