عندما تقرأ خبر صدور الطبعة الـ 28 من " ثلاثية غرناطة " للكاتبة الراحلة رضوى عاشور، عن دار الشروق، سوف تحاول البحث عن إجابة لسؤال: لماذا صادف هذا النجاح ثلاثية غرناطة؟
"ثلاثية غرناطة" ثلاثية روائية تتكون من ثلاث روايات للكاتبة المصرية رضوى عاشور وهم على التوالي: "غرناطة - مريمة – الرحيل" صدرت طبعتها الأولى فى عام 1998.
وتدور الأحداث فى مملكة غرناطة بعد سقوط جميع الممالك الإسلامية فى الأندلس، وتبدأ أحداث الثلاثية فى عام 1491م، وهو العام الذى سقطت فيه غرناطة بإعلان المعاهدة التى تنازل بمقتضاها (أبو عبد الله محمد الصغير) آخر ملوك غرناطة عن ملكه لملكى قشتالة وأراجون، وتنتهى بمخالفة آخر أبطالها الأحياء (عليّ) لقرار ترحيل المسلمين حينما يكتشف أن الموت فى الرحيل عن الأندلس وليس فى البقاء.
ومن اقتباسات الرواية:
لا شيء مستحيل فى حكم القوىّ على الضعيف.
والقلب فى بيت القلب يعتصر كأنما تقبضه يد الموت ويموت.
يحدقون فيك ولا يرف لهم جفن.
يلقون بك فى قبو وحدك لا تقدر حتى على البكاء، وعندما تقدر تذرف الدمع الغزير، ليس لأن البدن يوجع، ولكنك تبكى على تلك المزق الآدمية التى تعرف أنها أنت، تبكى على حالك وعلى هجر حبيب فى الزرقاء العالية تركك وحدك تصطلى بنار لم يعد الله بها قومه الصالحين.
وحدك فى سجنك المظلم تحاصرك الوحشة ولا ضوء سوى ذؤابة شمعة ذابلة يرتعش معها على الجدار طيف المحقق الذى يلازمك وإن غاب، خيال يعظم خطه الصاعد مائلاً على الجدار، يحدد ظل وطواط هائل ينشر سواده الملتصق بحجر الجدار.
وحدك فى سجنك لا يشاركك فيها سوى جرذان لأنها حياة تذكرك بالحياة، وبعد شهور ينقلونك إلى حيث يتبدد شيء من وحشة روحك. يصير لك رفاق يسكنون معك فى قبو أيامك ولياليك. تأتلف القلوب المحزونة، طاقة ضوء فى عتمة الجدار. لكل شىء ثمن، وكلما عز المراد ارتفع ثمنه.