"إن طبيعة الجندى" فى صفتها المثلى هى أصدق مفتاح للشخصية العمرية فى جملة ما يؤثر أو يروى عن هذا الرجل العظيم"، هكذا قال الأديب الكبير عباس العقاد عن الفاروق عمر بن الخطاب فى كتابه الشهير "عبقرية عمر".
وتمر اليوم الذكرى 1375، على رحيل الفاروق عمر بن الخطاب، ثاني الخلفاء الراشدين وأحد كبار أصحاب الرسول محمد، وأحد أشهر الأشخاص والقادة في التاريخ الإسلامي ومن أكثرهم تأثيرًا ونفوذًا، إذ رحل فى 7 نوفمبر عام 644م، الموافق 26 ذو الحجة عام 23 ه، متأثرا بجراحه بعدما طعنه أبو لؤلؤة المجوسى.
ويرى الأديب الكبير عباس العقاد فى تفسير لشخصية الفاروق، أن إيمان عمر هو الضابط الذى سيطر على أخلاقه وأفكاره، كما سيطر على دواقعه وسوراته، لكن ما ميز شخصية ثان الخلفاء الراشدين بين العظماء هو الإيمان وسيطرته على الأخلاق والأفكار والدوافع، فالأيمان القوى يقوى النفوس.
ومن أهم الخصائص التى تتجمع فى طبيعة الجندى عند عمر بن الخطاب، فى صفتها المثلى: الشجاعة، الحزم، الصراحة، والخشونة، والغيرة على الشرف، والنجدة، والنخوة، والنظام، والطاعة، وتقدير الواجب والإيمان بالحق، وحب الإنجاز فى حدود التبعات أو المسئوليات.
وأكد العقاد أن كل هذه الخصائص كلها واضحة فى عمر بن الخطاب، مشيرا إلى أن النظام كان خلقا أصيلا فى طبيعة عمر، حتى فيما يتفرع عليه، ويدخل منه عداد الأشكال والنوافل، ويرى العقاد أن ذلك هى سمة العسكرى بالفطرة التى فطر عليها عمر.