تمر اليوم ذكرى ميلاد الكاتب والروائى الفرنسى الكبير ألبير كامو، الجائز على جائزة نوبل فى الأدب عام 1957.
ولد ألبير كامو فى إحدى مقاطعات مدينة قسنطينة بالجزائر، من أب جزائرى وأم فرنسية، فى 7 نوفمبر عام 1913، وحصل كامو على شهادته الجامعية من قسم الفلسفة بكلية الآداب بالجامعة الجزائرية عام 1935، ومن أهم أعماله "السقوط، الغريب، الطاعون، السقطة، المقصلة، الإنسان المتمرد، الموت السعيد"، كما قدم عدد من النصوص المسرحية منها "كاليجولا، سوء تفاهم، الحصار العادلون".، ورحل ألبير كامو فى 4 يناير عام 1960، بمدينة فيليبليفين الفرنسية، عن عمر ناهز 47 عامًا.
لكن كيف كانت العلاقة بينه وبين سارتر (1905 – 1980) فى مقالة بعنوان "ألبير كامو وجان بول سارتر: علاقة مضطربة" كتب محمد الجرطى" يعتبر جان بول سارتر وألبير كامو وجهين من الوجوه البارزة فى الحياة الفكرية الفرنسية فى القرن العشرين، ويعد سارتر وكامو روائيين موهوبين (رواية الغريب لكامو و الغثيان لسارتر)، كما يعتبران أيضا من رواد كتاب المسرح (كاليغولا لكامو، والجلسة السرية، والذباب لسارتر)، لقد عبر سارتر وكامو عن أفكارهما عبر توظيفهما لمجلات محكمة (الكفاح لكامو والأزمنة الحديثة لسارتر).
وعرف أول نشوب للخلاف بين ألبير كامو وسارتر فى عام 1947، وعندما كتب "كامو" كتابه الرجل المتمرد 1951 أصبح الوضع أكثر خلافا لأن الكتاب أثار استياء الشيوعيين، ظهرت الانتقادات الأولى مع أب السريالية أندرى بريتون، لقد مست هذه الانتقادات عمل كامو فوسمته بـ "شبح التمرد" كما مست الكاتب أيضا ووسمته بـ "متمرد يوم الأحد"، لم يقم سارتر بأى رد فعل علنى، لكنه أعلم كامو أن صداقتهما أصبحت فاسدة وأنه لا يمكن أن يتبع المسار الذى اختاره، وأصبح القلق والتوتر سائدا بين سارتر وكامو وأتت الضربة القاضية من فيلسوف سارترى، فرنسيس جونسون الذى نشر فى مجلة "الأزمنة الحديثة" (بموافقة سارتر)، مقال يسخر فيه بدهاء، بل يسب ويشتم الكتاب (الرجل المتمرد) ومؤلفه كامو.
فى أعقاب ذلك، وجه كامو رسالة إلى سارتر عنونها على الشكل التالى: رسالة إلى مدير "الأزمنة الحديثة"، كانت لهجة الرسالة حادة، لم يعد الأمر يتعلق بصديق يكتب لصديق آخر، بل كاتب ساخط ومستاء يكتب إلى مدير صحيفة أهانته، بدأ كامو رسالته بـ"السيد المدير"، ومن بين انتقادات كامو التى يمكن عرضها يبقى هذا الانتقاد: " لقد تعبت من التعرض للانتقاد من قبل أناس يسعون إلى النجاح بسهولة عن طريق التلاعب بالحس التاريخى (يشير كامو إلى موقف سارتر من معتقلات الكولا القسرية).
لم يتأخر جواب سارتر، بل بدأ رسالته بالإعراب عن خيبة الأمل والأسف التى سببها لهما هذا الخلاف.
"عزيزى كامو،
كثير من الأشياء تقربنا والقليل يفرقنا، لكن هذا القليل أصبح لا يطاق: الصداقة، هى أيضا، تنزع لتصبح كليانية".
والحال أن سارتر قد هُوجم واعتبر أن رد فعل كامو غير مناسب و ينطوى على الكثير من الأنا، وجه له سارتر هجوما عنيفا" من أين جاء كامو؟ بحيث لن يكون بمقدور المرء أن ينتقد واحدا من كتبه دون أن ينزع عنها آماله فى الطبيعة البشرية".
وبما أن القطيعة بين رجلين من هذا الحجم لا يمكن أن تمر مرور الكرام فى الساحة الفكرية والسياسية وحتى الشعبية، فإن الرسالتين قد نشرتا فى مجلة الأزمنة الحديثة عدد 30 يونيو 1952.