قديما قيل "المستحيلات ثلاثة، الغول والعنقاء، والخل الوفى" لكن يبدو أن "العنقاء" ليست "مستحيلة" فى التراث العربى، فقد وجددت كتب عربية تحدثت عنها.
ويقول كتاب "أساطير مقدسة" لـ وليد فكرى، من الغريب أن تحتوى بعض الكتابات على وصف تفصيلى مستفيض للعنقاء وهيئتها ودورة حياتها كاملة، بل وقصصها مع الأنبياء، ونشأتها ونهاية وجودها وطعامها وتكاثرها، لكـأنما المتحدث كان يتعايش مع عنقاء عن قرب ليصف بتلك الثقة العالية.
يصفها القزوينى فى كتابه "عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات" فيقول إنها أعظم الطيور جثة وأكبرها حجما، تخطف الفيل كما تخطف الحدأة الفأر، ويقول إنها كانت تخطف الناس فخطفت فى يوم عروسا فشكا أهلها لأحد الأنبياء القدماء فدعا الله فأبعدها إلى جزيرة تحت خط الاستواء، فهى تعيش فيها وتتسيد على من فيها من الحيوانات والطيور، وهى لا تفترسهم لانهم يطيعونها، فهى تطير لتصيد فتأكل من صيدها ثم تترك الباقى لهم، وهى لا تصيد إلا حوتا أو فيلا أو تنينا.
وصوت ضربها بجناحيها للطيران كصوت السيول أو الرياح الشديدة، وهو يروى واقعة عن بعض البحارة الذين رأوها بالمحيط.
ويصف القزوينى دورة حياتها، فيقول إنها تعيش 1700 سنة وتتزوج عندما تبلغ من العمر 500 سنة، وعندما تبيض أنثاها تتألم بشدة، فيطير الذكر ويحمل الماء فى منقاره ويحقنه فيها، فيسهل عليها نزول البيض الذى يفقس بعد 125 سنة.
فإذا كبر الفرخ تحضر الأنثى خطبا ويقدح الذكر بمنقاره حتى يشعل فيه النار، وإذا كان الفرخ ذكرا تدخل الأنثى النار وتحترق ويصير الفرخ زوجا للذكر، والعكس بالعكس لو كانت الفرخ أنثى.
ثم يختتم القزوينى حديثه قائلا "وقد ذكروا فى العنقاء أعاجيب أعجب مما ذكرناه، لكنها لم تمن مستندة إلى قائل يعتمد فاعتمدنا هذا القدر.
والقارئ لكتاب "حياة الحيوان الكبرى" لكمال الدين الدميرى يجده يذكرها باسم "عنقاء مغرب" ويقول إن "مغرب" ليس لها معنى (رغم أنها فى ككتابات أخرى تدل على البعد)، ويعلل اسمها العنقاء بأن فى عنقها كمثل الطوق الأبيض).
وهو يذكر ما كتب القزوينى ثم يضيف قولا منسوبا لأرسطو طاليس، يصف كيفية صيد العنقاء، بوضع فخ لعا عبارة عن ثورين مقيدين بحجارة ثقيلة، ثم أنشبت مخالبها فيهما ولم تستطع رفعها لثقل الحجارة بادر الصيادون بحرق جناحيها.
ويروى عن البعض أن أحد خلفاء الفاطميين كان يربيها فى قصره فيما يربى من حيوانات.
ويقول، ناسبا حديثه إلى عبد الله بن عباس، إن العنقاء كانت طائرا خلق منه الله ذكرا وأنثى فى زمن موسى، وجعل له أربعة أجنحة ووجه كوجه الإنسان، وأوحى لموسى أنه قد جعل رزقها الوحوش الت تعيش حول بيت المقدس، ثم بعد وفاة موسى انتقلت العنقاء إلى الحجاز، وكانت قد تناسلت، فآذت الناس وخطفت أولادهم.