استضاف معرض الشارقة الدولى للكتاب، ضمن فعالياته الثقافية، الدكتور بلال البدور، رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم بدبي، والدكتورة آمنة خليفة آل علي، عضو مجلس أمناء جائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم، فى ندوة فكرية بعنوان "الجوائز فى دولة الإمارات العربية المتحدة ودورها فى الحراك الثقافي، أدارتها نجيبة الرفاعي، وسلطت الضوء على أثر الجوائز فى تكريم الكتّاب، وتشجيع الشباب على خوض غمار الإبداع الأدبى.
وتطرقت الندوة التى نظمتها جائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم، وجمعية أم المؤمنين بعجمان، إلى أهمية الجوائز المخصصة للإبداعات الثقافية فى دولة الإمارات العربية المتحدة، ودورها فى إثراء الحراك الثقافي، وتعزيز مفهوم التسامح، وتقبل ثقافة الآخر، من خلال دعم استراتيجية الحوار البناء التى تمثلها الكلمة.
ووصف بلال البدور الجوائز الثقافية بالظاهرة الصحية، التى تحتاجها المجتمعات الراغبة فى تحقيق تنمية حقيقية، وقال: "إن التنمية تستدعى وجود مشروع ثقافى نهضوي، كون الثقافة هى القاطرة الحقيقية للتنمية، ليس بمفهومها الأدبى بل بمفهومها المعرفي"، لافتاً إلى أن اهتمام الدولة بالمشهد الثقافى جاء متكاملاً، حيث شمل إلى جانب الاهتمام بالبنية التحتية الثقافية، إطلاق المبادرات كالجوائز والمهرجانات الثقافية.
وأوضح أن باكورة المشروع الثقافى العربي، انطلقت من مصر عندما أرسل محمد على باشا البعثات إلى فرنسا عام 1826، مما أسهم فى انتقال هذا المشروع إلى بقية الوطن العربي، حيث بدأت ملامح المشروع الإماراتى تتشكل فى ثلاثينيات القرن الماضي، ثم انطلق مع قيام الاتحاد، مستشهداً بمقولة المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، الذى قال:" إن تعليم الناس وتثقيفهم فى حدّ ذاته ثروة كبيرة نعتز بها، فالعلم ثروة ونحن نبنى المستقبل على أساس علمي".
وبين البدور أن المشروع الثقافى الذى بدأ بتطوير النظم التعليمية فى الإمارات، كان ركيزة الابتعاث العلمى إلى الدول العربية والأجنبية، وجاءت الجوائز كمحفز إضافي، حيث نتج عن ذلك مقومات وعناصر المشروع، الذى أسهم فى تعزيز تقبل الآخر، واحترام الأديان، والتواصل والحوار الحضاري، وتعزيز مفاهيم التسامح، وتحويل التحديات إلى فرص وصولاً إلى دخول عالم الفضاء.
بدورها أكدت آل علي، أن حرص دولة الإمارات على تعزيز المشهد الحضاري، والبناء الثقافى للإنسان، يدفعها دوماً إلى تبنى الخطط والبرامج التى من شأنها أن تساهم فى خدمة هذه الأهداف وتحقيقها، لافتة إلى الإنسان بطبعه يجنح إلى المنافسة والفوز، وبالتالى فإن الجوائز تعمل على تحفيز التنافسية الثقافية بين الأدباء والمفكرين للفوز بإنتاجات أدبية وعلمية متميزة.
وأوضحت أن التنافس من أجل الفوز بالجائزة فى مفهومها المادى يفقدها قيمتها وأهميتها، ولكنه فى السياق الأدبى والفكرى يرتقى بها، ويعزز مكانتها كمحفز ليس لكبار الكتّاب فحسب، بل للهواة والمبتدئين، مما يسهم فى ظهور مؤلفين جدد يثرون الواقع الثقافى ويعززون مشهده الحضاري.
واستعرضت المتحدثة الرؤى التى تنطلق منها جائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم التى انطلقت عام 1983، لافتة إلى أن رسالتها لا تتوقف عند تكريم المبدعين، بل لتعزيز مكانتهم لدى المؤسسات المعنية، من خلال تبنى مواهبهم والارتقاء بها، وصقل قدراته، مما يسهم فى رفد المشهد التنموى عموماً بالمتميزين سواء فى القطاع الاقتصادي، أو العلمي، أو الاجتماعي، أو الثقافي.
وتقدمت "آل علي"، بأفكار من شأنها أن تعزز مكانة الجوائز وأن تثريها، مقترحة إنشاء كيان أكاديمى للجائزة، التى يجب أن تخضع برأيها لميزان الحوكمة، وأن تقدم الجائزة أوسمة لرموز العلم الذين حصلوا عليها، بالإضافة إلى نشر أعمالهم، وإبداعاتهم، فى المجلات والوسائل الإعلامية المحلية، والخارجية، لتعريف العالم بقدرات أفراد المجتمع الإماراتي.