عندما بدأ هدم جدار برلين فى 9 من شهر نوفمبر عام 1989، تغير العالم تماما، ودخل مرحلة جديدة فى السياسة العالمية وفى تاريخ النظم العالمية.
خرجت ألمانيا من الحرب العالمية الثانية، منتهية تقريبا، لقد تكالب الجميع عليها، بعد هزيمتها وانتحار هتلر، انقسمت برلين إلى أربع مناطق بعد أن احتلت قوات الحلفاء ألمانيا، فكانت محتلة من قبل كل من الولايات المتحدة وبريطانيا، وفرنسا، والاتحاد السوفيتى والعلاقة بين الاتحاد السوفيتى وغيره من دول الحلفاء الثلاثة تفككت بسرعة، والغلاف الجوى التعاونى لاحتلال ألمانيا تحول إلى شكل تنافسى وعدوانى، على الرغم من أن التوحيد فى نهاية المطاف لألمانيا كان مقصودا، لكن هناك علاقة جديدة بين قوات الحلفاء تحولت لكى تكون ضد الشيوعية.
وفى أغسطس عام 1961 بنت سلطات ألمانيا الشرقية سورا يفصل برلين الشرقية عن برلين الغربية بطول 155 كيلو مترا وبارتفاع يفوق ثلاثة أمتار، كما أقيمت نقاط للمراقبة الأمنية أشهرها "نقطة مراقبة شارلى".
وظل جدار برلين رمزا لتمزق الجسد الألمانى وعنوانا لتفريق أواصر العائلات الألمانية، وفى أكتوبر من عام 1989، تظاهر عشرات الآلاف فى ألمانيا الشرقية ضد نظامها فى تحركات شعبية، كانت إيذانا بميلاد عهد جديد، إذ أعلنت ألمانيا الشرقية فى التاسع من نوفمبر سقوط الجدار وفتح الحدود.