تمر اليوم الذكرى الـ536، على ميلاد المصلح الدينى البروتستانتى مارتن لوثر، وهو مطلق عصر الإصلاح في أوروبا، بعد اعتراضه على صكوك الغفران، وكان بداية لعصر من التنوير فى القارة العجوز، إذ ولد فى 10 نوفمبر عام 1483م.
وكان للمصلح الراحل العديد من الإصلاحات الدينية، ورغم اعتراض الكنيسة على الكثير من أحكامه، وهو الذى تسبب فى حرمانه الكنسى ونفيه خارج بلده، إلا أنه كان صاحب الكثير من النقاط الإصلاحية الهامة التى أصبحت من اهم مواطن الدولة المدنية فى وقتنا الحاضر.
وكان مارتن لوثر أول من سمح للقسس بالزواج، واعتبر البعض أنه المؤسس لفكرة مدينة الزواج ورفض تعبير الكنيسة بإنه سر من الأسرار السبعة للكنيسة، وبحسب كتاب " عقود الزواج المعاصرة بين الصحة والفساد (دراسة فقهية مقارنة)" للدكتور علي عثمان جرادي، فإن الزواج المدنى نشأ فى أوروبا وكان ثمرة من ثمرات انفصال سيادة الكنيسة عن الدولة، وابتداء من سنة 1556، بدأت الأوامر الملكية فى أوروبا تنشغل بالزواج.
ويشير الكتاب إلى من خدم السلطة المدنية فى هذا الأمر كانت المعارضة التى أعلنها "مارتن لوثر" فى القرن السادس عشر ضد النظرة الكنسية الكاثوليكية للزواج، فقد عارض الكنيسة فى قولها بأن الزواج سر من الأسرار السبعة، ونادى بأن الزواج نظام طبيعى ومدنى.
وبحسب هارتمان جريسار في كتابه "مارتن لوثر: حياته وعمله" ، كان الزواج سرًا من أسرار الكنيسة منذ أيام الرسل، لكن في عام 1520، قرر لوثر أنها لا تستحق هذا الوضع، واختصر الأمر ببساطة إلى مسألة علمانية، حيث كان يرى أن الزواج هو أمر مادى خارجى مثل أى عمل تجارى علمانى آخر، ورفض أن يسمع فكرة أن الزواج سر كنسى.
جدير بالذكر أيضا أن من بين مطالب مارتن لوثر المساواة بين الإكليروس "رجال الدين المسيحى" والمسيحيين العاديين، ورفض لوثر أن يبقى القسيس بلا زواج مدى الحياة، فأقدم على الزواج من الراهبة كاترينا فون بورا وأنجب منها ستة أطفال، فضلا عن أنه دعا إلى إلغاء الوساطة بين المؤمنين والرب بمعنى إقامة علاقة مباشرة بين العبد والمعبود دون المرور عبر البابا أو أى شخص آخر.