كتب عبد الحميد حمدى، رئيس تحرير مجلة السفور الأسبوعية فى العدد الصادر يوم 27 ديسمبر سنة 1917، مقالة بعنوان "مولد النبى"، حيث وصف فيها المسلمين بأنهم يحيون مولد النبى بالمظاهر فقط.
وجاء في نص المقال الآتى: ولد نبى العرب ورسولهم الكريم محمد عليه السلام منذ نحو ثمانين وثلاثمائة ألف عام، ولد فى مكة، وفيها اصطفاه ربه ليكون رسول يحمل إليهم الخير والهدى، وقد أدى الرسول رسالته متجشما في سبيل واجبه المتاعب والأهوال وكان فى قدرة الله أن يحمل الناس جميعا على الهدى دون أن يلقى النبى في سبيل دعوته.
وتابع عبد الحميد حميدى: لكن أراد الله أن يعلم الناس أن لكل مخلوق في الوجود عملاً يجب أن يضحى به في سبيل الراحة والنعيم وأن يسعى إلى تحقيقه بالصبر والثبات، مضيفا "صبر محمد عليه السلام وثبت فأدى رساله ربه وأرشد الناس إلى الخير وأنار لهم طريق الهدى.
وأضاف عبد الحميد حميدى: لكن المسلمين بعد ذلك نسوا تعاليم النبى وأولها تأدية الواجب، وقطعوا نيفا وثلاثة عشر قرناً يحيون ذكرى مولد النبى بتلاوة الأوراد والدعوات يسألون الله أن ينصرهم وهم نيام ونسوا ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
وختم عبد الحميد حمدى، قائلا: "في نفس هذا اليوم يحىى قومنا هذه الذكرى الجليلة على ذلك النمط العتيق المشوق، فهل لا نسمع إلى جانب تلك الأصوات الضئيلة الفانية صوتا قويا حيا ينادى" لتحيا ذكرى محمد نبى الله نبى العمل".