قال الدكتور هشام عزمي، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، إن مصر تعود لاحتضان ملتقى أفريقيا، وكيف لا وهي حاضنة الثقافة العربية والإفريقية على مدار تاريخها وهى التي فتحت ذراعيها لكل مثقف ومفكر وفنان ومبدع من القارة السمراء، هذا الملتقى الذي يجتمع من خلاله نخبة من المثقفين والمفكرين والاعلاميين من كافة ربوع القارة شرقها وغربها، وشمالها وجنوبها، يجتمعون لمناقشة موضوعات وقضايا تتعلق بالشأن الثقافي الإفريقي وطرح خصوصياته واتجاهاته بغية الوصول إلى أفضل صيغة للحوار الإيجابي بين المثقفين والتواصل بين المبدعين وهو أمر نراه حتميا في هذا الوقت الراهن.
وأوضح الدكتور هشام عزمى، خلال افتتاح فعاليات الملتقى الدولي الرابع لتفاعل الثقافات الإفريقية في عالم متغير، أن على مدى ثلاث ملتقيات سابقة، تمت مناقشة العديد من القضايا والموضوعات، كان أولها في عام 2010 بمشاركة خمسين باحثا ومفكرا من معظم دول أفريقيا بالإضافة إلى ثمانين باحثا ومفكرا مصريا، كما تم تنظيم مناقشات مفتوحة من خلال عقد موائد مستديرة ناقشت كل واحدة منها قضية من القضايا الملحة آنذاك بالإضافة إلى تنظم عدد من الأنشطة الثقافية على هامش الملتقى كمعارض للكتاب ونماذج من الصناعات الأفريقية التي تعبر عن الخصوصية الثقافية لكل بلد، بالإضافة إلى إقامة أمسيات شعرية وفنية بالبيوت الأثرية وتنظيم عدد من الرحلات الترويجية للضيوف للتعرف على الثقافة المصرية وعراقة القارة الإفريقية.
وتابع، ثم عقدت الدورة الثانية للملتقى عام 2015 تحت عنوان "الهوية في الآداب والفنون الأفريقية"، واستمرت فعاليات دورة الملتقى ثلاثة أيام بمشاركة أكثر من 20 دولة أفريقية وعبر عشرين جلسة بحثية وثلاث مواد مستديرة انتهت بالخروج إلى عدد من التوصيات التي اتفق عليها المشاركون، من ضمنها التأكيد على دورية انعقاد الملتقى، وهو ما يتم بالفعل حاليا، فيما عقدت الدورة الثالثة للملتقى بأسوان خلال الفترة من 16:13 نوفمبر 2017 تحت عنوان "الثقافات الشعبية في أفريقيا"، بمشاركة 70 باحث ومفكر من مصر ومعظم دول القارة الأفريقية.
وأكد الدكتور هشام عزمى، على أن هذه الدورة الحالية للملتقى تأتي حيث أصدرت وزيرة الثقافة قرارا وزاريا بتشكيل لجنة عليا لتنظيم الدورة الرابعة من الملتقى تحت إشراف الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، وبرئاسة المفكر الكبير حلمي شعراوي، وقد اختارت عنوان "الثقافات الأفريقية في عالم متغير" ليكون محورا رئيسيا لها، والحقيقة أن انعقاد هذه الدورة يأتي في ختام عام متميز شهد زحما كبيرا من الفعاليات والأنشطة المرتبطة بإفريقيا حيث يأتي موكبا لترأس مصر للاتحاد الإفريقي، فلقد توفرت كافة قطاعات وزارة الثقافة وهيئات على تنظيم العديد من الفعاليات ترواحت بين المحاضرات والندوات والإصدارات ومعرض الكتب والعروض الفنية والموسيقية والأوبرالية. كانت بداياتها إصدار الترجمة العربية لموسوعة تاريخ افريقيا بمشاركة المركز القومى للترجمة ودار الكتب والوثائق القومية ومركز المعلومات التابع لمجلس الوزراء المصرى.
وأكد على تميز هذه الدورة لهذا العام حيث شارك فيها أكثر من 70 باحثا يمثلون أكثر من 20 دولة أفريقية حيث يناقش الملتقي على مدى ثلاث أيام من خلال عشر جلسات علمية عددا من الأوراق تعطى محاور رئيسية هي: "قراءة السياسة الأفريقة، الثورة الرقمية وحفظ التراث الثقافي الأفريقي، المرأة الأفريقية في الثقافات الإفريقية، التفاعل الثقافي العربي الأفريقي، مؤسسات المجتمع المدني والتنمية الثقافية في أفريقيا، الملكية الفكرية وحماية التراث الثقافي الأفريقي، الامتدادات الأفريقية خارج أفريقيا، الفنون الأفريقية، الفنون والمعتقدات الشعبية فى افريقيا، الهوية الثقافية الأفريقية"، هذا بالإضافة إلى عقد مائدة مستديرة بعنوان :" الثقافات الأفريقية فى عالم متغير" كما يصاحب الملتقي اقامة معرض ببهو المجلس تحت عنوان معرض "الفن التشكيلى المصرى وتفاعل الثقافات الأفريقية" يتضمن أعمال خمسين فنانًا ويقام المعرض تحت إشراف الدكتور سهير عثمان.