من بين أشهر الجمل التى جاءت فى رواية بين القصرين للأديب العالمى الراحل نجيب محفوظ، كانت جملة "سى السيد" التى كانت تنادى بها الست أمينة زوجها السيد أحمد عبد الجواد، ومنذ ذلك الوقت وأصبح هذا اللقب دليل على قوة والرجل وسطوته داخل بيته، فى مقابل ينظر له البعض على أنه يحط من قيمة المرأة.
لكن الذى لا يعرفه البعض أن هناك بعض الآراء الفقهية التى رأت أن المرأة لا يجب أن تنادى زوجها باسمه مباشرة جاء في كتاب: "الدر المختار" عند الأحناف قوله (يُكْرَهُ أَنْ تَدْعُوَ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا بِاسْمِهِ)، وقال مؤلف الكتاب قال ابن عابدين في "الحاشية" :لَابُدَّ مِنْ لَفْظٍ يُفِيدُ التَّعْظِيمَ كَـ يَا سَيِّدِي وَنَحْوِهِ".
وكانت أم الدرداء الجهمية الوصابية إذا روت الحديث عن زوجها أبي الدرداء رضي الله عنه قالت: حدثني سيدي، كما في صحيح مسلم من طريق طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ كَرِيزٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ الدَّرْدَاءِ، قَالَتْ: حَدَّثَنِي سَيِّدِي أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَنْ دَعَا لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ: آمِينَ، وَلَكَ بِمِثْلٍ".
وقال النووي في شرح صحيح مسلم: قوله: (حدثتني أم الدرداء، قالت: حدثني سيدي): تعني زوجها أبا الدرداء، ففيه جواز تسمية المرأة زوجها سيدهاوتوقيره.
بينما تشير أغلب المراجع إلى أنه لا حرج على المرأة في منادتها لزوجها باسمه؛ إذ لا دليل يمنع من ذلك، لكن أعراف الناس وعاداتهم معتبرة في هذا الباب، فإن تعارف الناس في بلدة على مخاطبة المرأة لزوجها بكنيته مثلا، ورأوا أن مناداته باسمه من سوء الأدب، أو كان الزوج لا يحب أن ينادى باسمه، فعلى المرأة مراعاة ذلك، لكنه ينبغي لكل من الزوجين أن يخاطب أحدهما الآخر بأحب الأسماء إليه، لما في ذلك من تحقيق المحبة والمودة.
ومن الأمثلة على ذكر بالمرأة لاسم زوجها دون حرج، ما ذكر عن عن خويلة بنت مالك بن ثعلبة قالت: ظاهر مني زوجي أوس بن الصامت ، فجئتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أشكو إليه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يجادلني فيه ويقول اتقي الله فإنه ابن عمك فما برحت حتى نزل القرآن قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها.. رواه أبو داود ( 1893 ) وصححه ابن حبان والحاكم .