عقدت مكتبة القاهرة الكبرى، التابعة لقطاع شئون الإنتاج الثقافى برئاسة المخرج خالد جلال، ندوة "المجتمع الافتراضى وحماية الشباب" مساء أمس، بمقر المكتبة بالزمالك، تحدثت فيها الدكتورة أمنية عامر أستاذة علم الوثائق بجامعة القاهرة، وعضو مجلس إدارة الجمعية المصرية للمكتبات والمعلومات والأرشيف، والدكتورة بسنت مصطفى بوزارة التضامن الاجتماعى، واللواء الدكتور شوقى صلاح أستاذ القانون المدنى المساعد بكلية الشرطة، وأدار الندوة ياسر عثمان مدير عام المكتبة.
قال ياسر عثمان إن الندوة تأتى فى إطار تحقيق أهداف الأمن السيبرانى، الذى هو عبارة عن مجموعة من الوسائل التقنية والتنظيمية والإدارية التى يتم استخدامها لحماية الأنظمة والشبكات والبرامج من الهجمات الرقمية، وأن مكتبة القاهرة تعد أول المراكز الثقافية التى تطرح موضوع الأمن السيبرانى وتناقشه، وتتبنى المكتبة إقامة سلسلة من الندوات لمناقشة العديد من الموضوعات الهامة مثل "الأمن السيبرالى، والفتن والشائعات، والإرهاب والتطرف.
وعرضت الدكتورة بسنت مصطفى ملخص لرسالتها فى الدكتوراة، والتى جاءت تحت عنوان " المجتمعات الافتراضية والأمن الاجتماعى لدى الشباب الجامعى"، والتى أجريت على 280 طالبا وطالبة من جامعة الإسكندرية على مستوى 28 معهدا وكلية، وقالت إن من خلال المجتمعات الافتراضية ( مواقع التواصل الاجتماعى ) التى يتصل بها الشباب يتعرضون لتيارات فكرية وسياسية وثقافات دول أخرى قد تهدد الأمن الاجتماعى والقومى، مشيرة إلى أن مشكلة الدراسة تكمن فى أن تكنولوجيا المعلومات وثقافة الإنترنت من أهم سمات العولمة لإسهامها فى إحداث انقلابات راديكالية فى مفاهيم المكان والزمان والفضاء الاجتماعى، لذلك تسعى الدراسة إلى وصف وتحديد العلاقة بين المجتمعات الافتراضية والأمن الاجتماعى لدى فئة الشباب وذلك من خلال وصف وتحديد دور المجتمعات الافتراضية فى تحقيق الأمن الاجتماعى لدى الشباب والأدوات والأساليب العلمية التى تتعلق بالأمن وخاصة الأمن الاجتماعى .
من جانبه وجه الدكتور شوقى صلاح، الشكر لوزارة الثقافة لقيامها بدور رائد فى تقديم وجبات ثقافية للمجتمع المصرى، وقال إن كثيرا من الدول تنفق المليارات على التقدم التكنولوجى وخاصة فى مجال الاتصالات، الأمر الذى أوجد واقع جديدا له تأثيره القوى خاصة على المستوى الأمنى، بجانب تأثيره على الاقتصاد وإيجاد فرص عمل، مشيرا إلى أن مواقع التواصل الاجتماعى تأثر على خصوصية الفرد التى أصبحت فى خطر، وللأسف فى نفس الوقت يساهم الفرد ذاته فى انتهاك هذه الخصوصية بما ينشر على صفحته من معلومات ومواقف وبيانات وصور.
وطرحت الدكتورة أمنية عامر، عدة تساؤلات حول المجتمع الافتراضى وحماية الشباب، جاء على قمتها هل المجتمع الافتراضى مساوى أو موازى للمجتمع الحقيقى الواقعى، وحماية الشباب من أنفسهم أم من غيرهم، وفى أى فئة عمرية، وقالت إن هناك إيجابيات لمواقع التواصل الاجتماعى كما يوجد سلبيات، من هذه الإيجابيات مثلا وجود صفحات خاصة على موقع الفيس بوك تظهر المناطق والمواقع السياحية فى مصر، وعن حماية الشباب فى فئة ما قبل وبعد العشرينات حتى 23 سنة، قالت إنه لابد من وجود الرقابة وخاصة من جانب الأسرة، لأن هذه الفئة تعد من أخطر المراحل العمرية، ولأن الشباب قوة لايستهان بها وجب علينا توفير بيئة ثقافية منضبطة لهم، لافتة إلى أن الشبكة العنكبوتية والإنترنت بصفة عامة أصبح وسيلة إعلامية وثقافية بديلة، وأيضا وسيلة بديلة للتسوق والتجارة، مؤكدة على أهمية المكتبات الالكترونية والمدرسية والمكتبات المتنقلة والندوات الثقافية.