أحد عمالقة الروائيين الروس والمصلحين الاجتماعيين، يعد من أعمدة الأدب الروسى في القرن التاسع عشر والبعض يعده من أعظم الروائيين على الإطلاق، وتحل اليوم ذكرى رحيله، إذ رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم من عام 1910م، هو تولستوى، وخلال السطور المقبلة كل ما تريد معرفته عن الكاتب الراحل.
س / متى ولد تولستوى وأين؟
ج / ولد فى 9 سبتمبر 1828م، في مقاطعة تولا جنوب مدينة موسكو، والده هو الكونت نيكولاس تولستوي، وأمه الأميرة ماريا فولكونسكي، وكانت أسرة والدته من سلالة روريك "أول حاكم ورد اسمه في التاريخ الروسي".
س / أين تلقى تعليمه؟
ج / داخل تولستوى جامعة كازان كلية اللغة الشرقية عام 1844م، قسم اللغة العربية والتركية.
س / لماذا اختار تولستوى الللغتين العربية والتركية؟
ج / اختارهما لسببين الأول لأنه أراد أن يصبح دبلوماسياً فى منطقة الشرق العربى، والثاني، لأنه مهتم بآداب شعوب الشرق، وعلى الرغم من أن تولستوي كان شغوفا بالقراءة منذ طفولته، إلا أنه لم يستطع التركيز في دراسته عندما أصبح طالبا، ومع ذلك فقد أنغمس تماما في الحياة الاجتماعية بالجامعة، وبعد أن فشل في امتحانات السنة الأولى، قرر أن يغير اتجاهه ويدرس القانون، وكانت البداية في ذلك أكثر تبشيرا بالنجاح.
س / هل أكمل دراسته بالجامعة؟
ج / عندما حل عام 1847م، قرر ترك الدراسة دون أن يحصل على شهادته الجامعية.
س / ما سبب تركه لدراسته؟
ج/ قرر ترك التعليم فى الجامعة بعدما جاءته الأنباء بأن تقسيم أملاك الأسرة قد جعلته يرث إقطاعية ياسنايابوليانا، وهي إقطاعية كبيرة فيها أكثر من 330 عائلة فلاحية. وكان تولستوي رجلا ذا مثل عليا فأحس أن واجبه يحتم عليه العودة إلى إقطاعيته ياسنايا لرعاية أموره هناك ولتحسين أحوال رعيته من الفلاحين.
س / ما هى أشهر أعماله الأدبية؟
ج / يعد كتاب "الحرب والسلام" الصادر عام 1869م من أشهر أعمال تولستوى، ويتناول هذا الكتاب مراحل الحياة المختلفة، كما يصف الحوادث السياسية والعسكرية التى حدثت فى أوروبا فى الفترة ما بين 1805 و1820م، وتناول فيها غزو نابليون لروسيا عام 1812م، كما أن من أشهر كتبه "أنا كارنينا"، الذى عالج فيه قضايا اجتماعية وأخلاقية وفلسفية فى شكل مأساة غرامية كانت بطلتها هي آنا كارنينا، ومن أعماله كتاب "ما الفن؟"، الذى أوضح فيه أن الفن ينبغى أن يوجه الناس أخلاقيًا، وأن يعمل على تحسين أوضاعهم، ولابد أن يكون الفن بسيطًا يخاطب عامة الناس.
س / هل تطلع تولستوى على الثقافة العربية؟
ج / حظى الأدب العربى مكانة خاصة لدى تولستوى، فعرف الحكايات العربية منذ طفولته، وقرأ حكاية "علاء الدين والمصباح السحري"، وقرأ "ألف ليلة وليلة"، وحكاية "علي بابا والأربعون حرامى"، وحكاية "قمر الزمان بين الملك شهرمان"، ولقد ذكر هاتين الحكايتين ضمن قائمة الحكايات، التي تركت فى نفسهِ أثراً كبيراً، قبل أن يصبح عمره أربعة عشر عاماً، كما أن هناك دليل آخر على احترام تولستوى للتراث العربى ، فيذكر أنه أمضى إحدى الليالى في غرفة جدته، وأصغى إلى حكايات المحدث الأعمى ليف ستيبا نفتش، الذى كان يعرف حكايات عربية كثيرة، ومنها حكاية "قمر الزمان بن الملك شهرمان".