لا يغيب اسم جهيمان العتيبى من التاريخ الإسلامى المعاصر بصفته آخر المقتحمين لـ المسجد الحرام واحتلاله فى 20 من شهر نوفمبر من عام 1979 الموافق 1 من شهر محرم عام 1400 هجرية، وقد كان العتيبى يتبع "الجماعة السلفية المحتسبة".. فما هى هذه الجماعة؟
الجماعة السلفية المحتسبة
يقول كتاب "حتى لا يعود جهيمان"، لـ توماس هيجهامر، وستيفان لاكروا، حسبما نقل عنه الكاتب سامح فايز، تشكّلت المجموعة، التى سميت "جسم"، فى المدينة المنورة فى أواسط الستينيات، شكّلتها مجموعة صغيرة من طلبة الدين، كانوا يعملون، لبعض الوقت، فى مجال الدعوة فى الأحياء الفقيرة، ونظراً إلى أنهم تأثروا بالألبانى، أصبح لديهم إيمان راسخ بأنّ المذاهب الفقهية، والتيارات الإسلامية فى ذلك الوقت، بما فى ذلك التيار الرسمى السعودى، أى الوهابية، تحتاج إلى التنقية من البدع والأفكار الخاطئة، كما عملوا على مواجهة التأثير المتزايد لجماعات أخرى موجودة على الساحة فى المدينة خلال السبعينيات، وخاصة جماعة التبليغ والدعوة وجماعة الإخوان المسلمين.
بينما يرى كتاب "أيام مع جهيمان" لـ ناصر الحزيمى جوانب مهمة لهذه الحركة، حيث يرجع الكاتب بالزمن إلى سنة 1974م عند بداية تعرفه على الجماعات الإسلامية كمُتديّن وليس كمُنتمٍ إلى إحداها، ويصف هذه الفترة بأنها البداية الحقيقية لظهور الصحوة الإسلامية، وانحسار قوى اليسار، وبعد مرور عامين حدث اللقاء الأول بينه وبين قيادات الجماعة السلفية فى الكويت، فانتظم فى حضور ديوانياتهم، التى فهم منها منهجهم العقائدي، وتبنّى نفس موقفهم من الجماعات الأخرى مثل جماعة الإخوان المسلمين، والتبليغ.
وقد عرف عن "جهيمان العتيبى" إصداره ما يسمى بـ "الرسائل السبع" تتعلق بموضوعات منها "رفض الحداثة، والمطالبة بالملك الجبرى، وعدم التخلى عن الخلافة الإسلاميَّة، والبيعة"
ويرى البعض ومنهم "محمد الدابولى" فى مقالة بعنوان السلفية المحتسبة .. الردة على مسيرة التنوير" أن جهيمان العتيبى قد تأثر بالحركة الراديكالية الإسلامية فى مصر ومفكريها، فالكثير من الكتابات تُشير بوضوح إلى تأثره بكتابات "سيد قطب" وأفكار "شكرى مصطفى" مؤسس "جماعة المسلمين"، لذا يمكن القول إن "جهيمان" عمل على نقل التجربة المصرية فى الجماعات الإرهابية، خاصة جماعة المسلمين أو ما يُسمى إعلاميًّا "التكفير والهجرة" إلى داخل السعودية.