تحل اليوم ذكرى وفاة قيثارة الفن الرقيقة الجميلة ليلى مراد التى رحلت عن عالمنا فى مثل هذا اليوم الموافق 21 نوفمبر من عام 1995.
ظهرت سندريلا الشاشة فى الأربعينيات على صفحات كتاب «ليلى مراد» للكاتب والروائى صالح مرسى، الصادر عام 2010، حيث تروى «ليلى» فى أكثر من 15 ساعة مسجلة، مشوار رحلتها الفنية، كيف بدأت وكيف وصلت إلى قمة المجد.
بدأت "ليلى" حياتها فى مدرسة «نوتردام دى زابوتر» حيث زاملت أنباء الطبقات العليا، التى تحمل ألقابا طنانة، وتحمل مع الألقاب أموالا بلا حصر، نبغت موهبة الفتاة المراهقة وزملائها يطربون بصوتها، كان أصدقاء أبيها «الفنان» متحمسون لصوتها، ومعجبون بتلك الرنة الساحرة التى تتميز بها تلك الفتاة الصغيرة.
وما بين ليلى بنت الملحن زكى مراد، الذى حاول أن يعيش أهل بيته فى الرغد، جاء اليوم الذى لم يعد ممكنا أن يدفع زكى مصاريف مدارس ابنته المرتفعة، بعدما باع أغلب أثاث المنزل، وتراكم أجر البيت لشهور، حتى أصبحت ليلى تتجنب لقاء صاحبة المنزل، بل وتكرهها، لأنه ما من مرة رأتها تلك المرأة حتى ذكرتها بالأجرة المتأخرة.
فى ظل الأزمة وجدت ليلى الحل فى مدرسة للتطريز القريبة من المنزل، وكانت هذه المدرسة تعلم الفتيات أشغال الإبرة والكروشيه والبرودريه والأوبيسون والكانافاه، ثم تعطى للفتاة إذا ما اجتازت فترة معينة للتمرين، أجرا قدره سبعة قروش فى اليوم.
فى هذه المدرسة أنكبت ليلى على أشغال الإبرة بلا كلل، ولم يكن هدفها هو القروش السبعة، وإن كانت هذه القروش فى ذلك الزمان تشكل دخلا لا بأس به، لكن هدفها كان أعظم وطموحا أسمى، كدحت وتعبت ورأت فى الصبية الصغار فى أشغال الإبرة بحرا تغرق فيه وتتغلب على همومها بالغناء.