صدر حديثًا عن دار الآن ناشرون وموزعونكتابتحت عنوان "رحيل نورس"، للكاتب والصحفى العمانى عودة عودة.
وفى هذا الكتاب يركز المؤلف فى مقالاته على الجوانب المحلية والقضايا الإنسانية التى يلتقطها خلال عمله ويعيدها فى قالب قصصى حكائى، كما اختار الكاتب العنوان ينطوى على ما تحيل إليه رحلة هذا النوع من الطيور الذى لا يكف عن عادة الهجرة، فهو يهاجر ليضع بيضه في بلاد بعيدة، لتعود فراخها مرة أخرى لموطنها، فهي رحلة دائرية لا تكف عنها هذه الطيور وهي تسلم روحها للغربة التي سلمها جده لوالده، ثم سلمها والده له، وهو بدوره يسلمها لولده وهو يمتطى جناح الرحلة لغربة جديدة.
ويتتاول الكاتب عدد كبير من الحكايات منها: "عن شقيقتى وتوفيق أبو الهدى" التى يحكى فيها عن شقيقته الراحلة التي دفنت في مقبرة المصدار، ولم يتسن له معرفة قبرها، كما يتحدث عن قريته "الولجة" قضاء القدس التى قرر الاحتلال الصهيونى هدمها بأيديهم عقابا لهم بعد أعمالهم الاحتجاجية.
ويكتب المؤلف عن عمان قائلا: "كم أنت حنونة وصابرة أيضا"، ملتقطا صورا للعمال الذين ينتظرون أمام المسجد الحسيني قبل طلوع الشمس في الصيف والشتاء والحر والقر لمن يستأجرهم، ومثلهم من دقوا "باب الخزان" في هجرة المكابدة للعمل فى الغربة، مستذكرا قصة غسان كنفاني، ولكن المشهد الذي رآه في عمان وكتب عنه كنفاني، هو المشهد نفسه الذى رآه أيضا فى كازبلانكا بالمغرب، وقسطنطينة فى الجزائر، والقاهرة ودمشق لرجال ينتظرون لقمة العيش.
ومن عناوين الكتاب: "ابن خلدون وابن خلفون، محمود برهوم وأيام فاتت، رابطة الكتاب نكهة أخرى، إبراهيم سكجها ولوزان، الكلية العربية بالقدس، حجارة غائبة، خالد الساكت وأرنست همنغوى، أنا أكتب فأنا موجود، من يدفع للزمار ومن يقرر له النغم، فاتن حمامة في نابلس، جولييت عواد تدق خشب المسرح، عن السلط سيدة البلقاء، ما أنا إلا جورنالجي".
يقول المؤلف على الغلاف الأخير للكتاب الذي يقع في 275 صفحة من القطع الوسط ويشتمل على 106 مقالات وحكايات: "وأنا أطل بكتابي هذا على القارئ، لا بد أن أدرك أن الكتابة تظل منارة المعرفة، ووسيلة لقراءة الحاضر والمستقبل، وأن الكلمة هي المبتدأ والخبر، وما أتمناه أن يسهم كتابى هذا فى رفد المكتبة العربية بإضافة نوعية فى العلم والعرفة.