صدر حديثا عن دار الأدهم للنشر والتوزيع، ديوان "ترنيمة إلى أسماء بنت عيسى الدمشقي" للشاعر محمود قرني، ويعد الديوان العاشر له.
وكتب "قرني" عبرحسابه الشخصي بموقع فيس بوك: أهديته لروح رمزين من رموز المحبة في حياتي "أمجد ناصر وخيري منصور"، كما تقدم بخالص الشكر لدار الأدهم وصديقه الشاعر فارس خضر.
ويعد الديوان الجديد هو الثاني للشاعر عن الدار نفسها، فقد سبق لدار الأدهم أن أصدرت للشاعر ديوانه " لعنات مشرقية " في العام 2015.
ويضم الديوان خمس عشرة قصيدة متراوحة الطول، ويهدي الشاعر ديوانه لروح صديقيه: الشاعر الأردني أمجد ناصر والشاعر الفلسطيني خيري منصور.
وفي الديوان يواصل محمود قرني تأسيس وتعميق رؤيته الخاصة لقصيدة النثر عبر إعادة انتاج الرموز التاريخية في أكثر من قصيدة بالديوان مثل قصائد: وجوه البصرة، أغنية الزلاباني، لا غرني ناسك بعد أبدا، "السير إدوارد فاريل" وهي القصيدة التي تستعيد جانبًا من صور الصراع الكولونيالي القديم عبر رمز من رموز المركزية الأوروبية ولكن ذلك يتم عبر وسيط جمالي لا يخضع لشروط التاريخ قدر خضوعه للفوائض الشعرية عبر خصائصها المتحولة، هذا فضلًا عن النصوص التي يتماهى فيها الذاتي مع المحيط القلق للواقع الملتبس، فتظل قضية الوجود والعدم وصراعات الهوية جزءا من تصورات الشاعر لاقتراح جمالي يسعى إلى التجدد عبر الرغبة في الانعتاق من عالم الضرورة والحتمية حسبما يقول المخرج والناقد الراحل "سيد سعيد" عن تجربة الشاعر في ديوانه لعنات مشرقية ؛ الذي يستطرد بالقول: إن الشاعر يكثف واقع الانهيار والتمزق والجنون العبثي الذي يغلف حياتنا وحياة أمتنا بحيث يبدو مندفعا نحو الهاوية باحثا عن ومضة ضوء يمكن أن تنقذنا من عتمة كابية تبدو وكأنها لعنة قدرية لا كابح لها، وارتباطًا بمفهوم الرمز التاريخي الذي يغلف أعمال محمود قرنى.
وعلى غلاف الديوان نقرأ:
في العام الماضي
مرت من هنا جيوش جرارة
طلبوا مني أن أصطحبهم
إلى الأراضي السوداء
فتشاغلت بمعزة كنت أرعاها
وأرسلت معهم كلبي المدرب ليدلهم على الطريق
وبعد أن أصبحوا أمراء
على الحدائق والغابات
لم ينسوا لي هذا الفضل
فعينوا الكلب وزيرا للخزانة.