"القوامة الدينية فى خطاب السلفية وأثره فى الثقافة الجماهيرية" كتاب لـ رباب كمال صدر عن مؤسسة مؤمنون بلا حدود، تحت إشراف الباحث فى الفكر العربى الإسلامى الدكتور نادر الحمامى، الأستاذ المساعد بـجامعة قرطاج.
وتتناول رباب كمال فى كتابها الجديد، القوامة فى خطاب السلفية، التى تصاعدت وتيرتها فى العقود الماضية، وأصبح لها أثر فى "تسلف" الثقافة الجماهيرية، وتكشف الباحثة عن أسباب ما أسمته "سلفنة الثقافة العامة" وأثر الخطاب السلفى على العقل الجمعى للجماهير، خاصة أنه خطاب يستخدم مفردات من القرآن والسنة.
وتجرى الباحثة مقاربات بين السلفية والمؤسسات الحكومية الدينية، وبين السلفية والتشريعات، خاصة فى قضايا محاكمات الفكر، التى وصلت إلى حدّ تبنى جامعة الدول العربية مشروع قانون لأحكام الردة.
يقول الكتاب: لقد آن الأوان ليفكّر الباحثون والجامعيون فى استراتيجية خطاب جديدة حول الإسلام السياسى تتخلّى عن التعقيدات الأكاديمية، ولكن دون الإخلال بالمعرفة والسقوط فى الإسفاف والتبسيط المخلّ، فى الآن نفسه، للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس، وتكشف لهم، بخطاب سهل ومباشر وعلمى أيضاً، مخاتلات الإسلام السياسى عبر تفكيك مفاهيمه وقواعده النظرية والمعرفية. وإنّ هذا التصور، فى تقديرنا، هو من أصعب ما يمكن للباحث الإقدام عليه، فليس من السهل مطلقاً تبسيط المعرفة، وتفكيك المعقد، وتحريك ما يعدّ ثابتاً فى أذهان عامّة الناس وفى عقول غير المتخصصين، ولكن كذلك مواجهة من هم محسوبون على المجموعة العلمية، ولكنهم يخدمون مقولات الإسلام السياسى عبر تغليف ما يكتبون وينشرون ويذيعون بغلاف علمى أكاديمى خدمة لدوائر سياسية غدت معروفة اليوم.
إنّ مثل هذا المشروع لن يخترع إشكاليات جديدة للبحث فيها، بل تكمن طرافته الأساسيّة فى طريقة مقاربة الإشكاليات والمفاهيم، والوقوف على الخلفيّات والدوافع الكامنة وراء خطابات تيّارات الإسلام السياسى بمختلف تنويعاتها فى مجالات السياسة والدين والمجتمع والثقافة والاقتصاد.
جدير بالذكر أن الكاتبة والباحثة والإذاعية رباب كمال، صدر لها 3 كتب من قبل، كما شاركت فى عدة مبادرات لمواجهة خطاب الكراهية فى الإعلام، وشاركت أيضا فى فعاليات دولية ومحلية عن التعددية الدينية والثقافية، من بينها مؤتمر جامعة الدول العربية بالقاهرة.