متحف العريش أحد المتاحف المهمة، والذى يضم عددا كبيرا من القطع الأثرية المميزة والنادرة، ولكن سوء الحظ لازمه منذ افتتاحه فى 2008، ليغلق بعد 3 سنوات عقب ثورة يناير لدواع أمنية.
ويقع متحف العريش على بعد 150 مترا من ديوان عام محافظة شمال سيناء، مما شكل موقعا حرجا تضاءلت أمامه أى محاولات لفتحه أمام الجمهور، منذ ثورة يناير، واستغرق إنشاء المتحف خمس سنوات، ويقع على مساحة 2 كيلو متر مربع عند منفذ مدينة العريش وبتكلفة بلغت نحو 50 مليون جنيه، ويأتى ضمن إنشاء العديد من المتاحف الإقليمية.
وضم المتحف 300 قطعة أثرية تمثل عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الإسلامى، وهو يظهر تاريخ المنطقة وآثارها عبر العصور القديمة المختلفة، ومن أهم القطع المعروضة فى المتحف تماثيل للآلهة المصرية القديمة ومجموعة من تماثيل الأوشابتى وتابوت آدمى بدون غطاء، إضافة إلى مجموعة من الآثار اليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية من أهمها قناع من الجص الملون وأيقونة قبطية مزدوجة.
والمتحف يحتوى أيضا على خمسة معامل منها معمل لترميم الآثار العضوية، ومعمل لترميم الآثار غير العضوية، ومعمل تصوير ومعمل للتطهير والتعقيم للقطع الأثرية، وقد تم حصر وتحديد الآثار التى سيتم عرضها فى المتحف لتمثيل آثار سيناء طبقا للتسلسل التاريخى منذ عصور ما قبل التاريخ، ثم العصر الفرعونى والعصرين اليونانى والرومانى والعصر القبطى والإسلامى، وصولا إلى العصر الحديث .
وتعرض المتحف بشمال سيناء لإصابات بالغة عقب استهدافه فى نوفمبر 2014، حيث ألقى الإرهابيون قذيفتين فى مكان به العديد من المنشآت الحيوية، منها مقر محافظ شمال سيناء وحديقة الحيوان ومتحف التراث الذى يحتوى على أعمال يدوية من عمل أهالى المنطقة، ومن حسن الحظ أن القذيفتين لم تقتربا من المتحف الأثرى.
ومن جانبها طالبت نقابة الأثريين بنقل كل المحتويات والقطع الأثرية الموجودة فى متحف العريش إلى مخازن الوزارة المختلفة، خوفا من تدميرها بسبب حرص الإرهابيين على طمس الحضارة المصرية وقربها من المنشآت الأمنية المعرضة للاستهداف كمديرية الأمن ومبنى محافظة شمال سيناء.
كما أكد أحمد صلاح، مدير إدارة الترميم بمتحف العريش، فى تصريحات سابقة لـ"انفراد"، أن التلفيات التى حدثت لبعض القطع الأثرية بمتحف العريش نتيجة التفجيرات الأخيرة التى استهدفت منطقة العريش، لا تتعدى نسبتها ١%، كما أن الكسوة الجرانيتية الموجودة على مبنى المتحف عملت على حمايته من تدميره وتلفه، لافتا إلى أن قرار نقل القطع الأثرية خارج المتحف، يحتاج لقرار من جهة سيادية وذلك لخطورة الوضع بالمنطقة.
وقال الدكتور عاطف عبد الوهاب، مدير عام ترميم متاحف القناة وسيناء، إنه يتم عمل ترميم وصيانة دورية لآثار متحف العريش الذى استهدف من قبل الجماعات الإرهابية، وذلك من خلال معمل الترميم بالعريش حفاظاً على التراث.