تمر اليوم الذكرى الـ165، على قيام حاكم مصر محمد سعيد باشا يمنح الفرنسي فرديناند ديلسبس امتياز حفر قناة السويس، إذ صدر قرار المنح فى 30 نوفمبر عام 1854م.
ومحمد سعيد باشا (1822/ 18 يناير 1863)، والى مصر من سلالة الأسرة العلوية، تولى الحكم من 24 يوليو 1854 إلى 18 يناير 1863 تحت حكم الدولة العثمانية. كان الابن الرابع لمحمد علي، تلقى تعليمه في باريس وكان ذا نزعة غربية.
ودائما ما يشاع قصة "طبق المكرونة"، الذي أشيع أنه كان السبب في حصول الفرنسي "فرديناند ديلسبس"، على حق الانتفاع بقناة السويس، بل إقناع محمد سعيد باشا بفكرة حفرها من الأساس.
وبحسب كتاب "ضرب الإسكندرية في ١١ يوليو" للأديب الراحل عباس العقاد، فإن العلاقات الشخصية كانت لها أثر كبير فى إقناع ديلسبس لوالى محمد آنذاك محمد سعيد باشا، بإمكان حفر القناة وعظم الفوائد التى تعود على مصر من فتح هذه الطريق العالمية فى أرضها.
ويشير "العقاد" إلى أن محمد سعيد باشا، فى صباه كان يميل إلى البدانة وكان أبوه محمد على حريصا على تربية أبنائه على الحياة العسكرية والنشأة الرياضية، فكان يحتم على الصبى محمد سعيد أن يسبح ويعدو كل يوم مسافات طويلة، ويأمر له بالقليل من الطعام الذى لا يسمن ولا يشبع، وكان "ماتيو ديلسبس" والد "فرديناند" صديقا لمحمد على يحبه من عهد وساطته عند الباب العالى فى اختياره للأريكة المصرية، وكان يأذن لأبنائه فى زيارة القنصل لتوثيق المودة، وإتقان اللغة الفرنسية، كما كان محمد سعيد يجد فى دار القنصل شبعه من "المكرونة" التى كان شغوفا بأكلها، وكانت صحبته لفرديناند الصغير، خير شفيع للمهندس الفرنسى فيما بعد، لاستجابة رجائه بعد طول التردد على أيام أبيه.
وأضاف "العقاد" أن "لولا صحن المكرونة وهذه المصادفة التى ربطت بين ديلسبس وبلاط فرنسا لما استطاع الرجل أن ينجح حيث أخفق غيره".