تمر اليوم ذكرى تعيين شمس الدين الإنبانى شيخا للجامع الأزهر وذلك فى عام 1882، وهو فقيه شافعى عاش (1824 – 1896) وولد فى القاهرة وينسب إلى أنبابة المعروفة الآن باسم (إمبابة).
بدأ الشيخ الإمام شمس الدين الأنبابي حياته حسب موقع دار الإفتاء، بحفظ القرآن الكريم، وبعض المتون، ثم بدأ دراسته بالأزهر الشريف سنة 1253هـ، وتتلمذ على كبار مشايخه مثل: الإمام الباجورى، والشيخ إبراهيم السقا، والشيخ مصطفى البولاقي، وغيرهم، ولَمَّا استوعب علوم الأزهر أسرع كبار أساتذته إلى إجازته بالتدريس، فقد أجازه الإمام القويسني، والإمام الباجوري، والعلامة السقا، والإمام مصطفى العروسي، فتولى التدريس بالأزهر سنة 1267هـ، ولفت إليه الأنظار لما كان يمتاز به من العلم الغزير، ومن حُسن الإلقاء، ومن جودة التعبير، فكثر طلابه، واتسعت حلقته اتساعًا كبيرًا.
وكان والد الشيخ الإمام شمس الدين الأنبابي من كبار التجار، فورث الشيخ الإمام عنه حب التجارة، وهذا لم يمنعه من متابعة الدراسة والنبوغ فيها، ولهذا كانت له وكالة كبيرة لتجارة الأقمشة يُشرف عليها مع اشتغاله بالدراسة والتدريس، وظلت هذه الوكالة بالغورية معروفة باسمه منسوبة إليه.
عُيِّنَ الإمام الشيخ شمس الدين الأنبابي رئيسًا للشافعية بعد وفاة أستاذه الشيخ السقا، ولما كان يمتاز به الشيخ الإمام شمس الدين الأنبابي -رحمه الله- من سُمْعَةٍ طيبةٍ وعلم غزير تمَّ انتخابه أمينًا لفتوى الشيخ العروسي.
وفي أثناء ولاية الشيخ شمس الدين الأنبابي الثانية للمشيخة أنعم عليه الخديوي بالنيشان المجيدي، ثم بالنيشان العثماني من الدرجة الأولى.
تم تعيينه شيخًا للأزهر أثناء الثورة العرابية، ولم تطل مدة ولايته لمشيخة الأزهر في هذه الفترة؛ لأنه قدَّم استقالته إثر حوادث الثورة العرابية، وذلك لما لاحظ إقبال الخديوي توفيق على الإمام الشيخ المهدي العباسي.
لكن بعد سنوات قليلة صدر قرار بإعادة تعيينه شيخًا للأزهر، وظل قائمًا بالمشيخة تسع سنوات حتى استقال منها لما ضعفت صحته وأصيب بعد ذلك بشلل فعيَّن الخديوي الشيخ حسونة النواوي وكيلا له ليحمل عنه أعباء الأعمال، ولما قنط الشيخ الإمام من الشفاء قدَّم استقالته، فقبلها الخديوي مراعاة لحالته الصحية.
وفاته:
بعد تقديم الشيخ الإمام شمس الدين الأنبابي استقالته عكف على قراءة كتب السنة الستة، وكتاب الشفاء للقاضي عياض في السيرة النبوية.
وتوفى عن عمر يناهز الـ أربعة وسبعين عامًا.