تمر اليوم الذكرى الـ725، على تولى العادل زين الدين كتبغا، حكم الدولة المملوكية فى مصر، إذ جلس على كرسى الحكم فى 1 ديسمبر 1294م، وذلك بعد خلع السلطان محمد بن قلاوون.
و الملك العادل زين الدين كتبغا بن عبد الله المنصورى التركي المغلى (1245 -1302) عاشر سلاطين الدولة المملوكية، تولى الحكم 1294 – 1296، وكان مغولي الأصل، فهل كانت له علاقة بجيش المغول، وهل كان صهرا لهولاكو قائد المغول، حسبما ذكر فى بعض المراجع التاريخية؟.
وبحسب موسوعة " النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة 1-17 مع الفهارس ج8" لابن تغر بردى، فإن العادل كتبغا، كان أصله من التتار من سبى وقعة حمص، إذ كان كتبغا جنديا في جيش مغول فارس (إلخانات) عندما أخذه الجيش المملوكي أسيرا أثناء معركة حمص الأولى في ديسمبر عام 1260، فاشتراه الأمير قلاوون الألفى وجعله من مماليكه ثم لما صار سلطانا عتقه وأنعم عليه بالامارة فأصبح أميرا، واستمر على ذلك فى الدولة الأشرفية خليل بن قلاوون إلى أن قتل الأخير، وتسلطن أخوه محمد بن قلاوون سنة 1293م، حتى وقع الاتفاق بين أمراء المماليك على خلعه بعد عام من توليه الحكم، وسلطنة كتبغا مكانه، فتسلطن وتلقب بالملك العادل، وكان سنه حينها 40 عاما، وقيل خمسين.
ويذكر المؤرخ شهاب الدين النويرى فى كتابه " نهاية الأرب في فنون الأدب 1-16 مع الفهارس ج14" أنه من أغرب من حكى فى أمر الملك العادل كتبغا، أن هولاكو لما استولى على حلب، وملك الشام أجمع، تقدم وعزم تجريد العساكر الموجودة بالديار المصرية، وأحضر نصير الدين الطوسى، وقال له: "تكتب أسماء مقدمى عساكرى، وتنظر أيهم من يملك مصر، ويجلس على تخت السلطنة"، فكتب أسماءهم، وحسب ودقق النظر فما ظهر له، أنه يملك الديار المصرية إلا كتبغا، فذكر ذلك لهولاكو، أن كتبغا نوين (غير الملك العادل كتبغا) صهر هولاكو، الذى كان يقود عساكر المغول، وقتل فى معركة عين جالوت، كان فى عسكره "كتبغا" لكنه سبى وهو شاب، ولعله كان فى سن البلوغ.