تمر اليوم ذكرى رحيل الكاتب دوناتا ألفونس فرانسوا دى ساد، المشهور بــ ماركيز دى ساد، إذ رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم من عام 1814م.
أسلوب ماركيز دى ساد، الذى ولد فى 2 يونيو 1740م، كان يعتمد على الطريقة الفلسفية المتحررة من كل القيود والقوانين، حيث يعتمد فى أسلوبه على المواضيع المثيرة والدفينة داخل البشر، وأغلب أعماله كان يلجأ الاستهجان فى أعماق النفس البشرية، من قبيل ممارسة الجنس مع الحيوانات، بالإضافة إلى الاغتصاب.
اعتمد ماركيز دى ساد على إعطاء ظهره لكل الأعراف والتقاليد والعادات، حيث أنه كان ينادى المتعة الشخصية المطلقة، دون أى قيود، من الناحية الدينية أو الأخلاقية أو القانونية.
ونظرًا لما ذكرناه فى السطور السابقة تم وضع ماركيز دى ساد فى مصحة للأمراض العقلية، وليس هذا فحسب بل تم وضعه فى السجن لما يقرب من 32 عامًا.
وعلى الرغم من وجهة نظره إلا أن كانت للكاتبة كلوية ديليس رأى آخر، حيث قالت عنه فى كتابها "دى ساد معاد النظر وملطفـًا لبنات اليوم"، كفرد لم ينكح طفلا ولم يدعُ إلى نكاح الأطفال ولم يشجع هذا أبدا.. فهو مثل لويس كارول لم يدع الفتيات للركض وراء أرانب الجانب الآخر من المرآة".
وجاء فى إحدى رسائل كاركيز إنه قال "نعم، أنا ركبت المعاصى، وقد تخيلت بكتابات كل ما يمكن تخيله فى هذا المجال، لكننى بالتأكيد لم أفعل كل ما تخيلته ولن أفعل أبدا.. أنا فاجر، لكننى لست مجرما أو قاتلا..".
عرف أيضا ماركيز دى ساد أنه كان يستأجر خدمات العاهرات، كما تم اتهامه بالكفر والتى كانت تهمة خطيرة آنذاك، كما تضمن سلوكه إقامة علاقة مع شقيقة زوجته كما أنه جلد فتاة شابة مع الإساءة إليها جنسيا وبدنيا.
واستكمالا لتاريخه المشوه، فقد تسبب هو وخادمة فى تسميم 4 عاهرات بمثير للشهوة الجنسية، وممارسة الجنس الجماعى بصور مختلفة تضمنت اللواط مع خادمه، ليحكم عليه غيابيا بالموت بتهمة اللواط والتسميم، ليفر ساد وبرفقته شقيقة زوجته إلى إيطاليا.
وحتى يتم القبض عليه لجأن السلطات آنذاك بخداعة، حيث تم إبلاغه أن أمه تحتضر وتريد أن تراه، والحقيقة أنها ماتت وهو لا يعلم، وبالفعل حضر وتم إلقاء القبض عليه فى عام 1776م ليودع فى قلعة فنسان شرق باريس لينجح فى استئناف حكم الإعدام الصادر بحقه لكنه ظل مسجونا.
تم إطلاق سراحه من 1790م ، ولكنه عاد مرة أخرى بتهمة "الانتماء إلى المعتدلين"، ووضعه وزير الداخلية آنذاك فى غرفة منعزلة ومنع تزويده بالحبر أو الورق، حتى رحل.