أعتقد أن قصة الكاتب "ريتشارد كلينهامر" غريبة حقا، ولولا معاصرتها وذكرها فى العديد من الوسائل الإعلامية، لشك الإنسان فيها، فهذا الرجل قتل زوجته، ليس من أجل شىء سوى البحث عن "إلهام" يجعله يكتب "رواية".
انتبهت لهذه القصة الغريبة على إحدى صفحات التواصل الاجتماعى "تويتر" تحمل اسم ( إريـــک) وفيها "أن ريتشارد كلينهامر كاتب أميركى من أصل هولندى، قتل زوجته "جوهانا" عام 1991م... وكتب رواية ذكر فيها تفاصيل جريمتهُ!! وحملت الرواية اسم (Woensdag Gehaktdag) أى "الأربعاء.. يوم اللحم المفروم".
ولم تكتشف الجريمة إلا بعد أن قام ريتشارد كلينهامر ببيع منزله سنة 1997م وفى عام 2000 اكتشف سكان منزله الجدد عظام زوجته مدفونة بالمنزل فاعتقلت الشرطة "ريتشارد" الذى اعترف بالجريمة.
ولو حاولنا أن نعرف أكثر عن "ريتشارد كلينهامر" فهو من مواليد هولندا 1963، ثم انتقل مع والدته بعد انفصالها عن أبيه إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وفى سن الثامنة عشر بدا على ريتشارد كلينهامر شغفه الكبير وحبه الشديد للكتابة ومن قبلها القراءة وفاز بجائزة التميز فى المدرسة أكثر من مرة، وكان يفكر بقوة فى نشر رواية تحمل اسمه
تزوج فى الخامسة والعشرين من عمره من فتاة تدعى "جوهانا" وقع فى حبها بعد دراسته الجامعية، ثم بعد سبع سنوات من الزواج أشاع ريتشارد أن جوهانا قد اختفت دون سابق إنذار وأبلغ الشرطة بذلك، وبعد تحقيق وبحث لم يتم العثور على جثة الزوجة أو أى دلائل تُشير إلى خطفها، وهنا ظن الجميع أن "جوهانا" هربت من ريتشارد.
فى اعترافه قال ريتشارد إنه قد قام بقتل زوجته عام 1991، وأن جوهانا لم تفعل أى شيء يستحق القتل، لكنه فعل ذلك فى لحظة غياب عن الوعى وأراد استغلاله فى كتابة رواية، تلك الرواية كانت تشرح بالتفصيل طريقة قتل الرجل لزوجته، حيث استخدم فيها تعبيرات دقيقة وأوصاف خاصة وأشياء لا توحى بأى شىء بخلاف كون جريمة القتل المذكورة فى الرواية جريمة أقرب إلى الحقيقة، أو جريمة حقيقية على وجه التحديد، أيضًا اعترف ريتشارد بأنه بعدما فعل ما فعل قام بدفن جثة زوجته، ليس خوفًا من افتضاح جريمته، وإنما رغبةً منه فى عدم افتضاح أمر روايته، وقد تحقق له ذلك طوال هذه الفترة.
ورغم اعترافه بالجريمة حُكم عليه القضاء الأمريكى بالسجن لـ 7 سنوات فقط، لكن ريتشارد لمّ يقض من العقوبة سوى سنتين فقط بسبب حسن السيرة والسلوك فى السجن وأطلق سراحه بعد ذلك، ومات فى عام 2016.