تمر اليوم الذكرى الـ1270، على رحيل القديس يوحنا الدمشقى، والملقب بدفاق الذهب نظرًا لفصاحة لسانه، وواحدا من الرجال المسيحيين الذين عملوا فى بلاط الدولة الأموية، كما أنه صاحب العديد من الكتابات الفلسفية المهمة.
ولد باسم يوحنا منصور بن سرجون عام 676 فى دمشق خلال حكم الدولة الأموية، من عائلة مسيحية نافذة إذ كان والده يعمل وزيرًا فى بلاط الخلافة، الأموية وكذلك كان يعمل جده رئيسًا لديوان الجباية المالية فيها. وقد شغل يوحنا الدمشقى نفسه هذه الوظيفة فترة من الزمن، ومن ثم دخل إلى دير القديس سابا قرب القدس فى فلسطين بعد بداية خلافة هشام بن عبد الملك، وقد جمعته صداقة معه ومع عدد من الخلفاء قبله.
وبحسب كتاب "حدث فى مثل هذا اليوم الجزء الثالث" تميز القديس يوحنا الدمشقى، بمؤلفاته اللاهوتية الفلسفية العديدة ودفاعه الشديد عن العقائد المسيحية ورده على "الهرطقات المختلفة خصوصًا فيما يتعلق بتكريم الأيقونات"؛ وكان يؤلف باليونانية مع استخدامه السريانية فى حياته اليومية وإحسانه العربية، يعتبر يوحنا الدمشقى آخر آباء الكنيسة الشرقية بإجماع الباحثين. وقد شكلت مؤلفاته مرجعًا مهمًا لجميع لاهوتى القرون الوسطى حتى أن توما الإكوينى يستشهد به فى مؤلفاته، كما ألف عددًا من الترانيم الكنسية التى لا تزال مستعملة فى طقوس الكنيسة البيزنطية حتى اليوم. يوصف بالعالم اللاهوتي، والخطيب الديني، والمدافع الكنسي، والمجادل العقائدي، ومنظم الفن البيزنطي، والموسيقى البيزنطية، ووصفه فيليب حتى بأنه "أبرز مفاخر الكنيسة السورية فى ظل الدولة الأموية".
المؤلف الأكثر شيوعًا بين الباحثين عند الحديث عن يوحنا الدمشقي، هو سيرة حياته للراهب يوحنا الأورشليمى والتى كتبها بناءً على طلب بطريرك القدس، وهى عبارة عن ترجمة يونانية لمؤلف أقدم وضعه حوالى عام 1084 باللغة العربية راهب يدعى ميخائيل. هناك أيضًا عدد من الأعمال الأخرى التى تشير إليه، لكنها أقل تفصيلاً وقدمًا ككتاب مناقب برلام وجوزافات الذى ينسبه البعض ليوحنا الدمشقى نفسه، غير أن البعض الآخر يرى أنه كتب فى وقت لاحق خلال القرن العاشر. وقد ذكر أيضًا فى كتابات الأصفهانى وابن العبرى وغيرهم من المؤرخين العرب.