"أن بعض المصريين كاتبوا الفاطميين فى المغرب بغزو مصر، لأن المصريين وجدوا فى هذه القوى منفذا وخلاصا من الدولة العباسية وولاتها"، هكذا ذكر المؤرخ الكندى عن استنجاد المصريين بالفاطميين لانقاذهم من الحكم العباسى، وفقا لما جاء فى كتاب "أيام المحروسة" أشرف صالح محمد سيد، أنور محمود زناتي.
وتمراليوم الذكرى الـ1105، على دخول القائد العباسى ذكا الأعور، مصر على رأس جيش العباسيين مرسلًا من الخليفة أبو الفضل جعفر المقتدر بالله وذلك لرد خطر الفاطميين عن مصر.
وبحسب الكتاب سالف الذكر، فأن بسبب استنجاد المصريين بالفاطميين، أرسل المهدى سنة 913م/ 301هـ، جيشا من أفريقية بقيادة ابنه أبى القاسم، فسار الأخير بجيشه من برقة إلى الإسكندرية والفيوم ودان له جزء كبير من مصر، فبعت إليه الخليفة العباسى المقتدر بالله جيشا على رأسه مؤنس الفتى أو الخادم، وقد أفلح هذا الجيش فى صد الفاطميين وإرغامهم على الجلاء عن مصر، وبذلك فشلت الحملة الأولى على مصر.
ولكن الفاطميين لم ييأسوا من فتح مصرنهائيا، فلما كان العام التالى أى سنة 914م/ 302هـ، أرسل عبيد الله المهدى جيشا كبيرا بقيادة حباسة الكتامى، وبلغ عدد الجيش فى رأى الكندى مائة ألف وزيادة عليها، والفاطمييين فى هذه المرة قدموا إلى الإسكندرية عن طريق البحر، حيث ينجحوا فى الاستيلاء عليها دون مقاومة كبيرة، ولكن مرة ثانية جاءت جيوش من المشرق بيادة مؤنس الخادم الذى التقى الفاطميين على مقربة من الجيزة وكان النصرحليف العباسيين وفرالقائد العباسى حباسة بفلول جيشه إلى المغرب فقتله المهدى لفشله.
ومهما يكن من الأمر، فإن مؤنس الخادم قررعزل تكين عن ولاية مصر وأمره بالرحيل عنها، وبعد فترة عين الخليفة المقتدر ذكا الأعور أو ذكا الرومى، حيث أوصاه مؤنس الخدام بضرورة استئصال شافة الفاطميين.
ولما استقر ذكا الأعور فى مصر استقر له الأمر بالكشف عن عيون الفاطميين فى مصر ومن كانوا يكاتبونهم من سكانها فقبض على كثير منهم، واهتم كذلك بالإسكندرية ونظر فى أمر تحصينها والدفاع عنها وولى عليها بنه مظفر بن ذكا.
لكن وقع ما كان يخشاه العباسيون، ففى سنة 306هـ، جهزالمهدى جيشا كبيرًا وعقد لواءه لأنه أبى القاسم الذى وصل الإسكندرية فى أسطول من 80 مركبا ونجح فى الاستيلاء عليها فى سنة 307هـ، حيث نهب المدينة وحل الذعر بسكانها، أما الجيش الفاطمى فقد تقدم عدد كبير منه واحتل الفيوم والأشمونين وجزء كبير من الصعيد، وفى هذه الأثناء أخذ والى مصر "ذكا الأعور" يستعد للقتال ويسعى فى حشد جنده حتى يحاربهم، لكن الموت لم يمهله فتوفى فى الجيزة سنة 307هـ، وبعد وفاته عهد الخليفة المقتدر بولاية مصر ثانية إلى تكين، لسابق خبرته فى محاربة الفاطميين، لكن لم يستطيع هزيمة الفاطميين، حتى أرسل الخليفة جيشا على رأسه مؤنس الخادم قوامه ثلاثة آلاف جندى، كما وصلت نجدة من العراق، استطاعت هزيمة الفاطميين الذى فرو هاربين، وفر ابن المهدى بفلول جيشه إلى برقة، بعدما أحرقت معظم المراكب، وانتشر الوباء بين الجيش الفاطمى.