تمر اليوم الذكرى الـ1462 على وقوع زلزال القسطنطينية المدمر، وهو زلزال ضخم وقع فى ليلة 14 ديسمبر عام 557م، تسبب هذا الزلزال، فى إلحاق أضرار جسيمة بالقسطنطينية، ثم عاصمة الإمبراطورية البيزنطية فى منطقة تعانى كثيرًا من الزلازل.
وسبق هذا الزلزال العنيف عدة زلازل صغيرة، بما فى ذلك زلزالان فى أبريل وأكتوبر على التوالى من العام نفسه، فيما كان الزلزال الرئيسى الذى حدث فى ديسمبر هو الضراوة التى لا مثيل لها، و"هدم المدينة بالكامل تقريبًا"، تسببت فى حدوث أضرار بالغة فى آيا صوفيا التى ساهمت فى انهيار قبة العام التالى، فضلاً عن إتلاف جدران القسطنطينية لدرجة أن الغزاة "الهون" تمكنوا من اختراقها بسهولة فى الموسم التالي.
وبحسب عدد من المؤرخين فحاول حكام الهون وأقواهم وأسس فى إقليم روسيا وأوروبا إمبراطورية كبيرة الاتساع، عاصمتها فى ما يسمى هنغاريا اليوم، والتى امتدت إمبراطوريته من نهر الفولغا شرقا وحتى غرب ألمانيا غربا، فرض الجزية على الإمبراطورية الرومانية الشرقية (البيزنطية)، بعد أن غزا مدن البلقان مرتين، وحاصر القسطنطينية فى اجتياحه الثانى لبيزنطة وفشل الحصار، وكان ذلك قبل أعوان من سقوط الإمبرطورية الهونية، بعدما تمت هزيمتهم أمام القبائل الجرمانية فى معركة نيداو فى عام 469م.
بسبب وجود أخطار من الهون فى البلقان تم ترميم الجدران خلال 60 يومًا، وفقًا لما ذكره المؤرخون البيزنطيون وثلاثة نقوش موجودة فى الموقع، فى هذا التاريخ، ويعتقد غالبية العلماء أن الجدار الخارجى الثانى قد تمت إضافته، بالإضافة إلى خندق عريض تم فتحه أمام الجدران، لكن صلاحية هذا التفسير مشكوك فيها ؛ ربما كان الجدار الخارجى جزءًا لا يتجزأ من مفهوم التحصين الأصلي.