من قال إن كرة القدم فى معزل عن الأمور السياسية والدينية، وأن محبى الساحرة المستديرة لا يتأثرون بآراء نجوم الكرة بالإيجاب أو السلب، فاللعبة الشعبية الأولى قد يقام بسببها حرب، أو تحدث أزمات دولية، أو تمنع دولة بث مباراة بسبب أراء إحدى أعضاء الفرق المشاركة فيها.
بالأمس قررت قناة "CCTV" الصينية منع بث مباراة أرسنال ومانشستر سيتي، ضمن منافسات الدورى الإنجليزى، وذلك بعد التصريحات التى أدلى بها مسعود أوزيل لاعب الجانرز.
وانتقد أوزيل الطريقة التى يعامل بها مسلمو "الإيجور" فى الصين، وكتب اللاعب الألمانى تغريدة باللغة التركية عبر حسابه على تويتر جاء فيها: "تركستان الشرقية الجرح النازف للأمة الإسلامية".
كما انتقد أوزيل حالة الصمت من جانب المسلمين فى شتى أنحاء العالم، واضطرت إدارة نادى أرسنال إصدار بيانًا لتنأى بنفسها عن تصريحات أوزيل التى أغضبت جماهير الصين.
وجاء فى بيان النادى "المحتوى المنشور هو رأى أوزيل الشخصي، ونحن كفريق لكرة القدم ملتزمون بمبدأ عدم إشراك أنفسنا فى السياسة".
والأويجور تعنى الاتحاد والتضامن باللغة الأويجورية وهم شعوب ذات أصول تركية ويشكلون واحدة من 56 عرقية فى جمهورية الصين الشعبية، وبشكل عام يتركزون فى منطقة تركستان الشرقية ذاتية الحكم المستقل(وعرف باسم شينجيانج) وتقع على مساحة تعادل 1/6 مساحة الصين ويتواجدون فى بعض مناطق جنوب وسط الصين، ويدينون بالإسلام.
وبحسب كتاب "السلطان الخطير" تأليف جلبير الأشقر، نعوم تشومسكى، فإن الإيجور إحدى الأقليات الإسلامية، موطنها الأصلى إقليم تركستان الشرقية المسلم، الغنى بالنفط، والذى يقع شمال غربى الصين، وقد حصل الإقليم على الاستقلال الذاتى عام 1955، وكان لهجمات 11 سبتمبر 2001، على الولايات المتحدة الأمريكية تأثير كبير على معاملة مسلمى الإيجور، إذ استغلت الصين – كما فى دول أخرى – هذا الحديث كذريعة للتضيق على من ينشرون رسائل دينية أو ثقافية متهمة إياها بإنهم إرهابيون.
ويشكل الإيجور نحو 45 فى المئة من سكان شينغيانج، فى حين تبلغ نسبة الصينيين من عرقية الهان نحو 40 فى المئة، وفى أوائل القرن العشرين أعلن الإيغور لفترة وجيزة الاستقلال، ولكن المنطقة خضعت بالكامل لسيطرة الصين الشيوعية عام 1949، ومنذ ذلك الحين، انتقل عدد كبير من عرقية الهان الصينية إلى الإقليم، فيما تخشى عرقية الإيجور من اندثار ثقافتهم.
وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية "BBC" ويتهم الإيجور السلطات الصينية بممارسة التمييز ضدهم، بينما تقول الصين إن ميليشيات الإيجور تشن حملة عنف تشمل التآمر للقيام بعمليات تفجير وتخريب وعصيان مدنى من أجل إعلان دولة مستقلة، وكان نحو 200 شخص قد لقوا حتفهم فى أحداث عنف وقعت فى عاصمة الإقليم أورومكى فى يوليو عام 2009.
وفى سبتمبر الماضى أفادت تقارير بأن السلطات الصينية أمرت أقلية الإيجور بتسليم جميع المصاحف وسجاجيد الصلاة أو غيرها من المتعلقات الدينية، وإلا سيواجهون "عقوبة"، وذلك بحسب ما نقلته صحيفة الإندبندنت البريطانية عن مصادر إيجورية بالمنفى، جاء ذلك ضمن قيود جديدة فى إقليم شينجيانج فى إطار ما وصفته بكين بحملة ضد التطرف، وشملت الإجراءات منع إطلاق اللحى وارتداء النقاب فى الأماكن العامة ومعاقبة من يرفض مشاهدة التلفزيون الرسمى.