أطلقت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) مبادرة لترميم بيت العلامة عبد الرحمن ابن خلدونفى وسط مدينة تونس العاصمة، وذلكفى إطار رؤيتها الجديدة واستراتيجيتها المستقبلية، التى تتبنى حماية وحفظ التراث فى دول العالم الإسلامى.
وقد أعلن الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، عن المبادرة خلال كلمته فى حفل ختام تظاهرة تونس عاصمة الثقافة الإسلامية 2019، الذى أقيم فى مدينة الثقافة بالعاصمة التونسية.
وقال الدكتور المالك فى كلمته: "أذكر أننا أمام تحديات وتحولات ثقافية رقمية كبيرة لابد لنا من مواكبتها والتعامل معها، والاستثمار في الدبلوماسية الثقافية، وتثمين رأس المال الثقافي، وتصدير ثقافتنا التنويرية، وخير مثال على ذلك عزمنا على ترميم بيت العلامة ابن خلدون في مدينة تونس، والعمل على تدبير الموارد المالية اللازمة لذلك".
وقد قوبل إعلان المدير العام للإيسيسكو عن هذه المبادرة بتصفيق حار من حضور الاحتفالية، وفي مقدمتهم الدكتور محمد زين العابدين، وزير الشؤون الثقافية التونسي، ورؤساء وفود الدول الإسلامية إلى المؤتمر الحادي عشر لوزراء الثقافة، الذي عقد في تونس يوم 17 من ديسمبر الحالى.
ويعد ابن خلدون أحد أهم الفلاسفة والمؤرخين وعلماء الاجتماع في التاريخ العربي، وقد درس في جامع لا يبعد عن مسقط رأسه سوى بضعة أمتار بوسط مدينة تونس، التي قضى الجانب الأكبر من حياته فيها، كما عاش في مصر ما يقرب من ربع قرن، حتى توفي بها في مارس 1406 عن عمر بلغ 76 عامًا، ودفن بمقابر خارج باب النصر بالقرب من حي العباسية.
وقد ترك ابن خلدون آثارا ومؤلفات كثيرة، كما كتبت عن سيرته وعلمه عديد الدراسات والمدونات، وتحولت آثاره إلى مراجع في الفلسفة والتاريخ والأدب، ولا تزال "مقدمة ابن خلدون" أضخم مؤلف له.