تمر اليوم الذكرى الـ221، على إعادة الفرنسيون تنظيم الديوان العام بالقاهرة وينتخبون منه ديوانًا مخصوصًا، وذلك فى 21 ديسمبر عام 1798م.
وينسب الكثير من المؤرخين والباحثين إلى ديوان القاهرة الذى أنشئ كبديل للديوان العام من قبل قائد الحملة الفرنسية نابليون بونابرت، بداية الحياة النيابية والتشريعية فى البلاد.
وبحسب كتاب "الثورة وبريق الحرية" للكاتب محمد السنى، فإن نابليون أنشأ ديوان القاهرة، وهو ديوان استشاريا من تسعة من كبار المشايخ والعلماء ويرأسه الشيخ عبدالله الشرقاوى، لحكم مدينة القارة، وتعيين رؤساء الموظفين، وكان الغرض من مجلس القاهرة هو تفعيل الحياة المدنية بالمفهوم الحديث ومشاركتها جنبا إلى جنب مع الإدارة والسلطات الحاكمة فى البلاد، وهو أحد الأفكار الهامة التى صاحبت الحملة الفرنسية من ضرورة تفعيل دور المجتمع والمشاركة المجتمعية فى الإدارة والحكم، وهو قائم على أفكار المفكر وعالم الاجتماع "جان جاك روسو" ونظريته المعروفة بـ"العقد الاجتماعى"، والتى تقوم على أن العلاقة بين الإدارة والشعب تقوم على وجود عقد افتراضى بين الشعب من ناحية والحاكم والإدارة من ناحية أخرى.
ويوضح الكاتب الصحفى حلمى النمنم فى كتابه "الأزهر..الشيخ والمشيخة"، أن نابليون عندما جاء إلى القاهرة استدعى كبار العلماء وفى مقدمتهم شيخ الأزهر آنذاك عبدالله الشرقاوى، ليتباحث معهم فى طريقة الحكم وإدارة البلاد، وانتهت اللقاءات والاجتماعات إلى تشكيل ديوان يتولى مسؤولية القاهرة وتسييرالأموربها، وتشكل الديوان من تسعة أعضاء.
ولفت "النمنم"، إلى أن نابليون كان يرغب فى جعل الأزهر مقرا للديوان، لكن تبين له أن هذه الفكرة ليست علمية، فضلا عن أن الديوان كان به أعضاء فرنسيون، ويحضر اجتماعاته نابليون، وسوف يكون صعبا دخولهم الجامع الأزهر، فهم ليسوا مسلمين، ولن يلتزموا التقاليد المرعية لدخول الأزهر، من خلع الأحذية وغير ذلك، لذلك تخلى نابليون عن فكرة أن يجعل الأزهر مقرا للديوان.
وأشاروزير الثقافة السابق فى كتابه سالف الذكر، أن بعض الدارسين يرون أن الديوان الذى شكله نابليون كان أول برلمان مصرى، أو أول "بروفة" لبرلمان فى مصر، وفى ذلك مبالغة كبيرة بحسب وصف "النمنم"، لأن نابليون كان يبحث عن أدوات يحكم بها المصريين، ولم يكن أمامه غير هؤلاء العلماء، لكن وجودهم كان مضرا بهم.