تمرفى ديسمبر ذكرى القديس توما، وهو أحد رسل المسيح الإثنى عشر وقد ورد ذكره فى قائمة أسماء الرسل فى الأناجيل الإزائية (متى – مرقس – لوقا) وفى سفرأعمال الرسل.
من بين المخطوطات المكتشفة في نجع حمادي،وجد كتاب باسم إنجيل توما يرجع للقرن الخامس الميلادى، ويرجح بأنه من كتب الغنوصيين المنسوبة لرسل المسيح وهو مكتوب باللغة القبطية.
وبحسب موقع "الانبا تكلا" أحد المواقع الدينية المسيحية، فإن إنجيل توما أو كتاب توما الإسرائيلى، هو كتاب غير قانونى، موحى به، بل هو نص مسيحى شعبى يخلط بين الأدب الشعبى والأساطيروالمبالغات الخرافية الأسطورية والفكر الغنوسى والأساطير الهندية، ويرجع إلى القرنين الثانى والثالث للميلادى، وقد كتب كأدب إعجازى يرويه العامة من الناس ليشبع فضولهم ويروى ظمأهم لمحاولة معرفة الكثير عن حياة الرب يسوع المسيح في طفولته وصبوته، وذلك لعدم ذكر الأناجيل القانونية لتفصيلات حياة المسيح فى هذه الفترة باستثناء ما سجله كل من الإنجيل للقديس متى والإنجيل للقديس لوقا، فامتلأ هذا الكتاب بقصص الطفولة والصبوة التى تمتلئ بالمعجزات اللامعقولة التى تخيلوها والتى تتنافى مع روح الإنجيل السامية البسيطة وشخص المسيح السامى الذى كان يكشف عن لاهوته بصورة تدريجية تتناسب مع المرحلة السنية التى كان يمربها.
ويزعم مؤلف هذا الكتاب المنحول أنه توما الإسرائيلى، وتوما الفيلسوف، وتوما ديديموس، ويهوذا توما.. إلخ، ويرى العلماء أن بعض روايات هذا الكتاب ترجع لتاريخ أقدم ربما لسنة 80 م، وقد بني عليها الكاتب الأخير رواياته وطورها وأضاف إليها، وأنه لا يمكن أن يكون مسيحيًا من أصل يهودى أو أنه من اليهودية لأنه لا يعرف أى شيء عن اليهودية ولا بيئتها ولا طبيعتها أو ظروفها ولا يعرف شيء من عادات اليهود سوى عيد الفصح، لذا يرون أن كاتبه مسيحى من أصل أممى وليس يهودى، فقط جمع ما كان منتشرًا من روايات شعبية وتصورأنه بهذا يكمل ما بدأه القديس لوقا والقديس متى.
ويرجع أقدم اقتباس من هذا العمل للقديس إيريناؤس حوالى سنة 180 م، مما يدل على أن رواياته وقصص الأولية كان لها وجود قبل هذا التاريخ بقليل، ولا يتفق العلماء من جهة اللغة الأصلية التى كتب بها هذا الكتاب، ويختلفون حول كونها اليونانية أو السريانية استنادًا إلى عدم وجود مفرد أو مصطلح مترجم من اليونانية أو السريانية، والمخطوطات اليونانية الموجودة لا تفيد في شيء في هذا الأمر لأنها ترجع فقط للقرن الثالث عشر، في حين أن أقدم نص لهذا الكتاب هو النص السرياني المختصر والذي يرجع للقرن السادس.