هكذا تحدث محمد شحرور.. تعرف على كتب المفكر السورى الراحل

رحل المفكر السورى محمد شحرور عن عمر يناهز الـ 81 عاما، وهو باحث ومفكّر حائز دكتوراه فى الهندسة المدنية، بدأ فى دراسة القرآن فى العام 1970، ومن مؤلّفاته "الدولة والمجتمع"، "الإسلام والإيمان – منظومة القيم"، "نحو أصول جديدة للفقه الإسلامي"، "تجفيف منابع الإرهاب"، "القصص القرآنى" بجزأيه الأول والثانى، و"الكتاب والقرآن: قراءة معاصرة"، وجميع المؤلفات تنطلق من جمة مهمة مفادها " لا تخافوا من القرآن ولا تخافوا عليه".. ومن هذه الكتب. السنة الرسولية والسنة المحمدية الكتاب صدرت طبعته الأولى عن دار الساقى عام 2012 ولفت "شحرور" إلى أن قيامه بتأليف هذا الكتاب جاء بشكل ملح، بعد ما تمخضت عنه ثورات الربيع العربى من صعود للقوى والأحزاب ذات المرجعية الإسلامية، أو ما يسمى حركات الإسلام السياسى. وفى الكتاب يرى محمد شحرور أن السنّة تعنى لغة اليسر والجريان والاستقامة على طريقة ومثال واحد أو معين، ويكتسب معناها تجسيده، بعد أن وضع طريقة أو مثالا ما فى نمط عيش يتفق عليه، ثم يجرى هذا المثال أو هذه الطريقة فى المجتمع، ويصبح متداولاً فيه بكل يسر وسهولة، مثله مثل أى قانون يُسن فى البداية، ثم يغدو بعدها متعارفاً عليه وممارساً فى المجتمع، ويستند إلى التغير والتبدل فى مآل السنن، حيث التنزيل الحكيم لم يصرح أبداً بتثبيت أى سنة من السنن، بل على العكس من ذلك تماماً، فى كل مرة يبيّن أنها ليست مستمرة، بل مآلها دائماً الزوال والتبدل، بدليل تعدد السنن وتعاقبها بعضها وراء بعض. والكتاب يناقش ما طرح حديثا من مصطلحات "الإسلام الوسطى، والوسطية والإسلام هو الحل"، ويرى أنها مجرد شعارات ضبابية وعاطفية، يعمد أصحابها إلى توظيف الدين والسنّة النبوية خاصةً بما يخدم أغراضهم وأهدافهم. ويرى محمد شحرور، أنه بهذه الشعارات تقدّمت الحركات الإسلامية إلى الأمام فى التغلغل داخل المجتمع، وبالتالى فإن كل فشل يصيب هذه الحركات سوف ينظر إليه على أساس أنه فشل للإسلام، لأنهم منذ البداية فكروا خطأ وربطوا وجودهم السياسى بالإسلام. ويقدّم الكتاب قراءة معاصرة للسنّة النبوية، بديلاً للمفهوم التراثى لها، الذى يفيد الاتباع والقدوة والأسوة والطاعة. الدين والسلطة يتناول الكتاب الصادر عن دار الساقى جدلية العلاقة بين الدين والسلطة انطلاقاً من مفهوم الحاكمية، مستعرضاً مراحل تطوّر هذا المفهوم بدءاً من الكتب الفقهية التراثية، مروراً بالإسلام السياسى المعاصر، وصولاً إلى الحركات السلفية الجهادية. ويقدّم محمد شحرور مفهومه المعاصر للحاكمية الإلهية التى يرى أنها تمثّل الميثاق العالمى الذى يمكن من خلاله تحقيق السلام فى العالم، والولاء له هو ولاء للقيم الإنسانية، ويتجسّد من خلال احترامه لهذه القيم وتمسّكه بها، والدفاع عنها من منطلق قناعة شخصية مبنية على الانقياد الطوعى للحاكمية الإلهية. ويرى أن هذا الولاء الدينى الإنسانى هو الرادع لكل من تسوّل له نفسه ممارسة الطغيان على الناس لسلبهم حرّياتهم، وهو الذى يمكنه أن يحقّق السلام العالمى الذى يحثّ عليه الدين الإسلامى. يتابع شحرور فى هذا الكتاب مشروعه النقدى التحديثى للفكر الإسلامى، مضيفاً لبنة جديدة إلى المنهج الذى يسعى من خلاله إلى إبراز عالمية وإنسانية الإسلام بوصفه رسالةً رحمانية، لا عقيدةً طاغوتية. الدولة والمجتمع الكتاب عنوانه الكامل "الدولة والمجتمع.. هلاك القرى وازدهار المدن" للدكتور محمد شحرور، والذى يندرج ضمن فئة كتب الفكر والسياسة، ويقع الكتاب فى 416 صفحة، وسبق وأن فاز "شحرور" بجائزة الشيخ زايد للكتاب، فى عام 2017، عن كتابه "الإسلام والإنسان". يستعرض كتاب "الدولة والمجتمع.. هلاك القرى وازدهار المدن" بالدراسة والتحليل قانون سير التاريخ للدول والمجتمعات كما ورد فى التنزيل الحكيم، وكذلك مسيرة تطور المجتمعات الإنسانية من عصر الأمومة إلى الأبوة وصولاً إلى عصر المساواة والتعددية. ويوضح الدكتور محمد شحرور فى كتابه للقارئ أن كل مجتمع أحادى متخلف يحمل بذور هلاكه وعذابه فى ذاته، بل هو الذى يعطى الأسباب للخارج للتدخل، كما الحال بالنسبة إلى الاستعمار. الإسلام والإنسان الكتاب صدر عن عن دار الساقى، 2016، وتناول الأسس الثابتة للإسلام كالإيمان والمواطنة والولاء. واعتمد "شحرور" فى كتابه، الذى يعد تطويرًا لمشروعه الفكرى –حسبما قالت الجائزة - قاعدة الترتيل منهجية له، والمقصود بالترتيل هنا، هو نظم الموضوعات الواحدة الواردة فى آيات مختلفة فى نسق واحد. ولهذا فإن كتاب "الإسلام والإنسان – من نتائج القراءة المعاصرة" يمثل لونًا من إعادة اكتشاف النصوص فى ضوء المفاهيم الجديدة، كالحرية والمواطنة والإيمان والإسلام، بعيدًا عن مفهوم الصراع والاختلافات، التى قادت إلى تصورات مشوهة عن الإسلام. القصص القرآنى ويقدم الكتاب تحليلا جديدا وعلميا لقصص الأنبياء، من خلال مقدمة أساسية تطرح فلسفة للتاريخ من قراءة القصص القرآنى، بمنهجية علمية توظف المعارف المستجدة فى مجال العلوم الأنثروبولوجية والأثرية. ويشير المؤلف محمد شحرور فى كتابه إلى نتائج تنفى التناقض بين القرآن والعلم، مخرجاً القصص من إطار السرد التاريخى إلى آفاق إنسانية ومعرفية،ويتضمن الكتاب أيضاً قصة آدم كنموذج تطبيقى للمنهجية التى يطرحها المؤلف.